للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيا عجبي كيف يعصى الإله … أم كيف يجحده جاحد

وفي كل شيء له آية … تدلّ على أنّه واحد (١)

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن أحمد الغساني قال: أخبرنا أحمد بن علي البغدادي قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب قال: حدثنا عبد الواحد ابن محمد الخصيبي (١٥٣ - ظ‍) قال: حدثني أبو الفضل ميمون بن هرون قال:

حدثني العبر قال: جلس منصور بن عمار بعض مجالسه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: إنّي أشهدكم أنّ أبا العتاهية زنديق، فبلغ ذلك أبا العتاهية، فكتب إليه:

إنّ يوم الحساب يوم عسير … ليس للظالمين فيه نصير

فاتخذ عدة لمطلع القب‍ … ر وهول الصراط‍ يا منصور

ووجه بها أبو العتاهية الى منصور، فندم على قوله، وحمد الله وأثنى عليه وقال: أشهدكم أن أبا العتاهية قد اعترف بالموت والبعث، ومن اعترف بذلك فقد برئ مما قذف به (٢).

قرأت في كتاب المستنير للمرزباني قال: حدثني علي بن أبي عبد الله قال:

أخبرني أبي قال: حدثني علي بن مهدي الكسروي قال: حدثني محمد بن يزيد العميّ عن عمرو بن مالك المذاري قال: كان أبو العتاهية من عندنا وكان أبوه بياع الجرار، وكان ضيق المعاش، وكان أبو العتاهية كثيرا ما يجالس من يجتاز بنا من النساك، وكان قليل العلم، فخرج مع بعض النساك فأقام بعبادان حينا، فرجع وقد تفقه وحسن أدبه، وقال الشعر في الزهد، ثم شخص إلى الكوفة فتأدب هناك، ثم قدم بغداد ورأى نفسه متخلفة عن أولئك الشياطين، وأراد أن يكون له سبب الى الملوك يتعيش به، فأشار عليه الهيثم بن عدي أن يشببب بالخيزران، فجبن


(١) -ليسا في ديوانه، وقد أورد له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد:٦/ ٢٥٣ ثلاثة أبيات، والبيت الزائد وهو الثاني بالترتيب:
ولله في كل تحريكه … وفي كل تسكينة شاهد
(٢) -ليسا في ديوانه، انظرهما في تاريخ بغداد:٦/ ٢٥٣ - ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>