للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل لمطلوب بذنب … توبة منه نصوح

كيف اصلاح قلوب … إنما هن قروح

أحسن الله بنا أ … نّ الخطايا لا تفوح

فإذا المستور منا … بين ثوبيه فضوح

كم رأينا من عزيز … طويت عنه الكشوح

صاح منه برحيل … صائح الدهر الصيوح

موت بعض الناس في … الأرض على قوم فتوح

سيصير المرء يوما … جسدا ما فيه روح

بين عيني كل حي … علم الدهر يلوح

كلنا في غفلة وال‍ … موت يغدو ويروح

لبني الدنيا من الدن‍ … يا غبوق وصبوح

رحن في الوشي وأصبح‍ … ن عليهن المسوح

كل نطاح من الده‍ … ر له يوم نطوح

نح على نفسك يا … مسكين إن كنت تنوح

لتموتن ولو عم‍ … رت ما عمر نوح (١)

فلما اندفع الملاحون يغنون جعل الرشيد يبكي وينتحب، كلما زادوا بيتا زاد في بكائه ونحيبه، وكان الرشيد من أغزر الناس دموعا في وقت الموعظة، وأشدهم عسفا في وقت الغضب والغلظة، فلما رأى الفضل بن الربيع كثرة بكائه وما قد تداخله أو ما إلى الملاحين أن أمسكوا.

أخبرنا أبو هاشم بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني عبد الكريم بن محمد قال: سمعت عبد الله بن عمر-يعني الإصطخري-يقول:

سمعت أبا طاهر الرازي يقول: سمعت عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد، أبا طاهر الصوفي، يقول: سمعت أبا الفتح محمد بن أحمد (١٦٧ - ظ‍) بن محمد ابن علي بن محمد بن النعمان النحوي الأنباري قال: سمعت أبي أبا بكر أحمد


(١) -ديوانه:١١٦ - ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>