أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن محمد بن بوش الآزجي-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن كادش العكبري -قراءة عليه وأنا اسمع-قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري قراءة قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى النهرواني الجريري-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي قال: حدثنا سليمان بن سيف قال حدثنا حبان أبو عبد الله جار أبي عاصم قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب قال: حدثني فروة بن سعيد بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل وفد من اليمن فقالوا: يا رسول الله لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس قال: وكيف ذاك؟ قالوا: أقبلنا نريدك حتى اذا كنا ببعض الطريق أخطأنا الطريق، فمكثنا ثلاثا لا نقدر عليه فتفرقنا الى أصول طلح وسمر ليموت كل رجل منا في ظل شجرة فبينا نحن بآخر رمق إذا راكب يوضع على بعير معتم، فلما رآه بعضنا قال والراكب يسمع:(٢٩٥ - ظ).
لما رأت أن الشريعة همها … وأن البياض من فرائصها دامي
تيممت العين التي عند ضارج … يفيء عليها الظل عرمضها طامي (١)
فقال الراكب: من يقول هذا الشعر-وقد رأى ما بنا من الجهد، قال: قلنا:
امرؤ القيس بن حجر، قال ما كذب وإن هذا لضارج، أو ضارج عندكم، فنظرنا فإذا بيننا وبين الماء نحو من خمسين ذراعا فحبونا اليه على الركب، فإذا هو كما قال امرؤ القيس على العرمض يفئ عليه الظل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة شريف في الدنيا خامل في الآخرة، بيده لواء الشعراء يقودهم الى النار.
قال: وأخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: وحدثناه أحمد بن عيسى بن السكين البلدي قال: حدثني أبو داود سليمان بن سيف الحراني قال: حدثنا
(١) -ديوانه:١٦٨. والشريعة: مورد الماء، والعرمض: الطحلب، والطامي المرتفع.