كدأبك من أم الحويرث قبلها … وجارتها أم الرباب بمأسل
اذا قامتا تضوع المسك منهما … نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
ففاضت دموع العين مني صبابة … على النحر حتى بل دمعي محملي
ألا رب يوم لك منهن صالح … ولا سيما يوم بدارة جلجل
ويوم عقرت للعذارى مطيتي … فيا عجبا من رحلها المتحمل
فظل العذارى يرتمين بلحمها … وشحم كهداب الدمقس المفتل
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة … فقالت: لك الويلات انك مرجلي
تقول وقد مال الغبيظ بنا معا … عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
فقلت لها: سيري وأرخي زمامه … ولا تبعديني من جناك المعلل
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع … فألهيتها عن ذي تمائم محول
اذا ما بكى من خلفها انصرفت له … بشق وتحتي شقها لم يحول
ويوما على ظهر الكثيب تعذرت … علي وآلت حلفة لم تحلل
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وان كنت قد أزمعت هجري فاجملي
(٣٠٥ - ظ)
فان تك قد ساءتك مني خليفة … فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
أغرك مني أن حبك قاتلي … وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وما ذرفت عيناك الا لتضربي … بسهميك في اعشار قلب مقتل (١)
وذكر تمام القصيدة.
نقلت من خط أبي الحسن يحيى بن علي بن عبد اللطيف، وكان عالما بالتاريخ قال: لما افترق أهل اليمن وملك كل قوم رئيسهم من قبائل اليمن، وصارت كندة الى أرض معد فجاورتهم ثم ملكوا رجالا منهم كان أول ملوكهم يقال له مرتع بن معاوية بن ثور فملك عشرين سنة، ثم ملك ابنه ثور بن مرتع، فلم يقم الا يسيرا حتى مات، فملك بعده معاوية بن ثور، ثم ملك الحارث بن معاوية أربعين سنة، ثم ملك وهب بن الحارث عشرين سنة، ثم ملك معاوية بن الحارث أحد وأربعين سنة ثم ملك
(١) -من معلقته انظرها مشروحة في شرح المعلقات السبع للزوزني:٣ - ٣٦. ديوانه ٢٩ - ٦٣.