للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري قال: حذيفة بن اليمان، يكنى أبا عبد الله، واسم اليمان حسيل بن جابر، واليمان لقب، وهو حذيفة بن خسل، ويقال حسيل، بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث ابن مازن بن قطيعة بن عبس العبسي القطيعي من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار، وأمه امرأة من الأنصار من الاوس من بني عبد الأشهل، اسمها الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد (٨٢ - ظ‍) الأشهل، اسمها الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل (١)، وانما قيل لأبيه حسيل:

اليمان، لأنه من ولد اليمان جروة بن الحارث بن قطيعة بن عبس، وكان جروة بن الحارث أيضا يقال له اليمان لأنه أصاب في قومه دما فهرب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان، لأنه حالف اليمانية.

شهد حذيفة وأبوه حسيل وأخوه صفوان أحدا، وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين، وهو يحسبه من المشركين، كان حذيفة من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي بعثه رسول الله يوم الخندق ينظر إلى قريش فجاءه بخبر رحيلهم، وكان عمر بن الخطاب يسأله عن المنافقين، وهو معروف في الصحابة بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم فإن لم يشهد جنازته حذيفة، لم يشهدها عمر، وكان حذيفة يقول: خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة، فاخترت النصرة، وهو حليف للأنصار لبني عبد الأشهل، وشهد حذيفة نهاوند (٢)، فلما قتل النعمان بن مقرن أخذ الراية، وكان فتح همذان والري والدينور على يد حذيفة، وكانت فتوحه كلها سنة اثنتين وعشرين.

مات حذيفة سنة ست وثلاثين، بعد قتل عثمان، في أول خلافة علي. وقيل توفي سنة خمس وثلاثين، والأول أصح. وكان موته بعد أن أتى نعي عثمان إلى


(١) -وردت هذه الجملة مكررة بالاصل.
(٢) -فتح الفتوح، المعركة التي تمت بوساطتها تصفية الامبراطورية الساسانية وازالتها من الوجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>