للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من يخنك الصفاء أو يتبدل … أو يزل مثل ما تزول الظلال

فاعلمن أنني أخوك أخو … الود حياتي حتى تزول الجبال

قال الزبير: أنشدنيها محمد بن فضالة هكذا، وكان أبي وعمي مصعب بن عبد الله ينشدان البيت الاول على غير ما ينشده عليه محمد بن فضالة، كانا يقولان:

من يرى العير لابن أروى … على ظهر المنقى (١) حداتهن عجال (٢)

أخبرنا أبو الحسن علي بن المقير-اذنا-قال: أنبأنا أبو المعالي الفضل بن سهل عن أبي بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن اسحاق الكاتب -قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرقي قال: حدثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني قال حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال سمعت (١٠٣ - و) مشيختنا قالوا: وعاش أبو زبيد الطائي، وهو المنذر بن حرملة من بني حية خمسين ومائة سنة، وكان نصرانيا بالرقة، فيما زعم ابن الكلبي عن أبي محمد المرهبي، وكان يجعل له في كل أحد طعام كثير، ويهيأ له شراب كثير، ويذهب أصحابه فيتفرقون في البيعة ويحملنه النساء فيضعنه في المجلس، فجعل له الطعام في أحد من تلك الآحاد، وقدمت أباريقه وحملنه النساء، فجاءه الموت فقال:

اذا جعل المرء الذي كان حازما … يحل به حل الحوار ويحمل

فليس له في العيش خير يريده … وتكفينه ميتا أعف وأجمل

أتاني رسول الموت يا مرحبا به … لآتيه وسوف والله أفعل


(١) -طريق للعرب الى الشام، والمنقى بين أحد والمدينة. معجم البلدان.
(٢) -نسب قريش لمصعب الزبيري-ط‍. القاهرة ١٣٩:١٩٥٣. ابن عساكر ٤/ ١٦٤ و-ظ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>