للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالطود لا يرتقي يوما أعاليه … سيل وإن كان محفوفا به الزهر

أغناك فضلك عن مال تجمعه … لقد تنوّق في تعويضك القدر

من كل قافية فالنجم سائرة … ما عاق إدلاجها أين (١) ولا ضجر

نتاج فكر حلا مما يقسمه … كأن ألفاظها من حسنها درر

تطوّف الأرض من سهل الى جبل … حتى لقد مل من تطوافها السفر

أو خطبة لضروب العلم جامعة … وللفصاحة في تأليفها أثر

جعلتها حجة للدين قاهرة … لمعشر أظهروا ضد الذي ستروا

غلو النفاق ولولا الخوف كان لهم … الى التظاهر إسراع ومبتدر

تحيى القلوب بذكر بها إذا تليت … كالأرض أحيت بها العرّاصة (٢) الهمر

أغنى كلامك عن عبد الحميد (٣) … كما

أغنى عن النجم يستضوي به القمر

تقوم كتبك في إصلاح منحرف … ما لا تقوم به الخطية السمر

كم موقف لك في القرآن قد شهدت … به المحاريب والآيات والسور

ومن يد لك لم تقصد به عوضا … ولا تخللها منّ ولا كدر

أسديتها طلبا للأجر في نفر … فبعضهم شكروا وبعضهم كفروا

حقا فما أنت إلا روضة أنف … وما لسانك إلا الصارم الذكر

ومن يجاريك يكبو دون مطلبه … أنّى يساوى الحضيض الأنجم الزهر

أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان وغيره عن أبي المظفر أسامة (١٥٥ - و) ابن مرشد بن علي بن منقذ في ما اختاره من شعر أبي علي بن المعلم وكتبه للرشيد بن الزبير، ووقع إلي أيضا في جزء من شعر أبي علي بن المعلم بخط‍ أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أبي جرادة:

خذ من زمانك واغتنم إمكانه … ودع التعلل والأماني جانبا

واصبر لأحكام الزمان فانها … نوب تجيء نوائبا ومواهبا


(١) -الأين: الاعياء والتعب. النهاية لابن الاثير.
(٢) -العرصة: كل بقعة بين الدور، وعرصت السماء دام برقها. القاموس.
(٣) -عبد الحميد الكاتب، كاتب مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>