للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستبعدا باستيفاء أموالها فخلصة الكامل الطبيب (١). وقضى أربه ذلك الاريب فنشرع في الاشعار بأشعاره، ونشرح فيها بعض شعاره ولا ندع هذا الهم لا مهملا ولا مملا ونملي من فوائده ما يملأ الملأ مفصّلا، أودع فص الفصاحة خاتم كلمه، ونشر في معالم علمه خافق عمله، وشت عبارته بالطيب وشي العبير، ووشت في الحسن وشي التعبير، ورعت كلأ كلامه الافهام، وهامت في استحسانه الاوهام، وكان ينظم الشعر طبعا ويتكلف الصنعة (١٦٩ - ظ‍) فيه ويلتزم ما لا يلزم في رويه وقوافيه وكانت له نفس كل نفس يكرمها معتد، ونفس طويل في النظم ممتد سائر شعره شائع ذكره، يقع في منظومه التجنيس الواقع الرائق الرائع، وكان من فحول الشعراء في زمانه ومن المغبرين في وجوه أقرانه. (١٧٠ - و) (٢).

قرأت في تاريخ ميافارقين تأليف أحمد يوسف بن علي الازرق قال: لما مات السلطان ملكشاه وولى بركيارق السلطنة (٣) بعد موت أبيه وصل موت ملكشاه الى ميافارقين، فاختبط‍ الناس واختلفوا ثم وقع اتفاقهم أن نفّذوا الى السلطان بركيارق يستدعونه، وكتبوا إليه يقولون: إن هذه بلاد أبيك وما نريد غيركم فتصل لتأخذها، أو تسير نائبا عنك، فطال الامر ووعدهم بالحضور، واشتغل بتلك البلاد، وأجمع رأيهم على أن قدموا أبا سالم يحيى بن الحسن بن المحور على أن يحفظ‍ البلد للسلطان، وسلموا إليه مفاتيح ميافارقين وأجلسوه، فلما تعذر وصول السلطان، اختلف الناس وماجوا فقال قوم: نستدعي ناصر الدولة بن مروان، وكان عند موت السلطان في أعمال بغداد فصعد الى الجزيرة وملكها، فعزم بعض الناس على استدعائه وكره بعضهم دولة بني مروان لما رأوه من عدل السلطان، وسار بعضهم الى السلطان تاج الدولة تتش الى نصيبين يستدعونه وقالوا: قد حفظنا البلد لكم وأنت أخو السلطان (٤) وكان ابن أسد في المدينة، رأس الجهال والسوقة والرعام يدور في


(١) -طبيب كان حظيا بحضرة ملكشاه. القفطي. انباء الرواة:١/ ٢٩٤.
(٢) - الخريدة قسم شعراء الشام:٢/ ٤١٧ - ٤١٨، وجاءت بقية الصفحة فارغة لدى ابن العديم.
(٣) -انظر لمزيد من التفاصيل كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية:٢٢١ - ٢٣٠.
(٤) -أخو السلطان ملكشاه-مدخل الى تاريخ الحروب الصلبية:٢١٥ - ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>