أخبرنا أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي قال: أنشدنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري لنفسه في أبي حمزة الفقيه:
غير مجد في ملتي واعتقادي … نوح باك ولا ترنم شاد
منها:
وقبيح بناء إن قدم العهد … هوان الآباء والأجداد
سر إن اسطعت في الهواء رويدا … لا اختيالا على رفات العباد
رب لحد قد صار لحدا مرارا … ضاحك من تزاحم الأضداد
ودفين على بقايا دفين … في طويل الأزمان والآباد
منها:
أبنات الهديل أسعدن أوعدن … قليل العزاء بالاسعاد
إيه لله دركن فأنتن … اللواتي تحسن حفظ الوداد
ما نسيتن هالكا في الأوان … الخال أودى من قبل هلك اياد
بيد أني لا أرتضي ما فعلتن … وأطواقكن في الأجياد
فتسلبن واستعرن جميعا … من قميص الدجى ثياب حداد
(٢٦٣ - و)
ثم غردن في المآتم واندبن … بشجو مع الغواني الخراد
قصد الدهر من أبي حمزة الأوّاب … مولى حجى وخدن اقتصاد
وفقيها أفكاره شدن … للنعمان مالم يشده شعر زياد
فالعراقي بعده للحجازي … قليل الخلاف سهل القياد
وخطيبا لو قام بين وحوش … علّم الضاريات بر النقاد
راويا للحديث لم يحوج … المعروف من صدقه الى الاسناد
انفق العمر ناسكا يطلب … العلم بكشف عن أصله وانتقاد
مستقي الكف من قليب زجاج … بغروب اليراع ماء مداد
ذا بنان لا يلمس الذهب الاحمر … زهدا في العسجد المستفاد