ويقال ان عجائب الدنيا ثلاث: قلعة حلب، وجبّ الكلب، ونهر الذهب.
فأما قلعة حلب فلعلوها وارتفاعها وأنها في وطأة ليس الى جانبها جبل يحكم عليها وأما جبّ الكلب فانه بئر في قرية تعرف بجب الكلب في طرف الحبل من قرى حلب الى جنب قبثان الحبل هي الآن خربة، كان الذي يعضه الكلب الكلب (٩٥ - ظ) يأتي الى هذه البئر فيغتسل فيها فيبرأ، وقد بطل الآن فعلها لما نذكره ان شاء الله في باب يأتي.
وأما نهر الذهب فقال لي والدي رحمه الله: انما سمي نهر الذهب لأن أوله بالقبان وآخره بالكيل، لان أوله يزرع على مائه القطن، والبصل، والثوم والكسفره، والكراويا، والخشخاش، والحبة السوداء، والحبة الخضراء، وبزر البقلة وغير ذلك، ويباع ذلك كله بالقبان وآخره يجمد فيصير ملحا، فيباع بالكيل ولا يضيع من مائه شيء، ولهذا سمي نهر الذهب، لانه ذهب كله باعتبار ما يؤول اليه.
أنشدني بعض الاخوان لحمدان بن يوسف بن محمد البابي الضرير، وكان من أهل الباب، وأدركته وسمعت منه شيئا من شعره غير هذه الابيات، ثم حمل الى بعض أهل الباب، وأنابها، شعر حمدان المذكور، فنقلت منه هذه القصيدة، يصف فيها وادي بطنان، وما على نهر الذهب من القرى الى الجبول ويمدح فيها الملك الظاهر وهي.
سل وميض البروق حمل التحيه … من محب أسواقه عذريّه
أظهرت لوعة الغرام شجونا … منه كانت بين الضلوع خفيّه