للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الشاعر المذكور الذي هجاه ثم مدحه هو أبو عبد الله الخيمي الشاعر وقيل إنه عمل الأبيات اللامية لما حصل أبو القاسم عند قرواش بن مقلد بن مسيب.

وأنه دخل إليه في جملة الشعراء مادحا، فقال بأي وجه تلقاني؟ فقال جوابي لك جواب أبي الهول الحميري الفضل بن يحيى، وقد سأله مثل هذه المسألة فقال:

بالوجه الذي ألقى به ربي وذنوبي إليه أكثر من ذنوبي إليك وأنشده:

«يا معجز الله» -الأبيات، وذكر بيتا ثانيا بعد الأول:

ورأى جميع ممالك الدنيا تعلي مستقل

فقال: قد قبلت عذرك، وأنا فاعل بك ما فعله الفضل بأبي الهول. (٢٠ - و)

أخبرنا القاضي أبو النصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي فيما أذن لنا في روايته عنه. قال أخبرنا الحافظ‍ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحسين بن علي بن الحسين ابن محمد المغربي بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن باذام بن ساسان الحرون بن بلاش بن خايناشف بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد، أبو القاسم بن أبي الحسن الوزير كان مع أبيه بمصر، فلما قتل الملقب بالحاكم أباه هرب من مصر واستجار بحسان بن المفرج بن دغفل بن الجراح الطائي ومدحه فأجاره وسكن جأشه وأزال خوفه واستيحاشه، فأقام عنده محترما، ثم رحل عنه مكرما وتوجه الى العراق، واجتاز البلقاء من أعمال دمشق، ووزر لقريش أمير عقيل، ووزر لابن مروان صاحب دياربكر.

وكان أديبا مسترسلا، وشاعرا فاضلا، ذا معرفة بصناعتي الكتابة الانشائية والحسابية، وحدّث عن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات المعروف بابن حنزابه (١)، روى عنه ابنه أبو يحيى عبد الحميد بن الحسين، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي (٢).

قول الحافظ‍: ووزر لقريش، وهم وإنما هو قرواش.


(١) -جزر البر لقبت به لقصرها.
(٢) - تاريخ ابن عساكر:٥/ ٦ - و.

<<  <  ج: ص:  >  >>