للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وهذه القصيدة مدح بها السلطان محمود بن محمد في أيام أبيه السلطان محمد عارض بها قصيدة ابن هانئ المغربي التي أولها:

سرى وجناح الليل أقتم أفتخ (١) … مهاد ضجيع بالعبير مضمخ (٢)

وأخبرنا الشريف أبو هاشم الهاشمي قال: أنشدنا أبو سعد السمعاني قال:

أنشدني أبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر القاضي املاء بجامع الموصل قال:

أنشدني الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه:

تمنيت أن ألقاك في الدهر مرة … فلم أك من ذاك التمني بمرزوق

سوى ساعة التوديع دامت فكم منى … أنالت وما قامت بها أملا سوقي

فياليت أن الدهر كل زمانه … وداع ولكن لا يكون بتفريق (٣)

وقال: أنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني أبو الفتح محمد بن علي بن النطنزي-إملاء من حفظه بهمذان-قال: أنشدنا الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ (١١٦ - ظ‍) لنفسه من فلق فيه:

ملومكما فيما يقال مريب … وحالكما في اللائمين عجيب

وإن الذي أسرفتما في ملامه … به من قراع الحادثات ندوب

فما سمعه للعاذلات بفرضة … ولا قلبه للظاعنين جبيب

إذا ما أتيت الغور غور تهامة … تطلع نحوي كاشح ورقيب

يقولون من هذا الغريب وماله … وفيم أتانا والغريب مريب

غدا في بيوت الحي ينشد نضوه … ونحن نرى أن المضل كذوب

وما راعهم إلا شمائل ماجد … طروب ألا إن الكريم طروب

ولو نام بعض الحي أو غاب ليلة … لقرت عيون واطمأن جنوب

خليلي بالجرعاء من أيمن الحمى … هل الجزع مرهوم الرياض مصوب

وهل نطفة زرقاء ينقشها الصبا … هنالك سلسال المذاق شروب


(١) -الافتخ: الفاتر، المسترخي.
(٢) -ديوانه ابن هانئ-ط‍. دار صادر بيروت:٨٢.
(٣) -ليست في ديوانه المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>