الله عليه وسلم: إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر، والآن فقد حدثت به عن علي ابن الحسن عن محمد بن جهضم، فقال أبو عبد الله: كلاهما عندي، وقد حدثت بهما، وهذا حديثي إن شئت حدثت بالنزول وإن شئت بالعلو، فقال أبو علي:
لا يرتقى من النزول الى العلو، وأنت تحفظ حديثك، أخرج إلينا حديث علي بن الحسن ثم تفرقا، وصحبت أبا عبد الله بن يعقوب، فسمعته غير مرة في الطريق يقول: هذا جزاء من لم يمت مع أقرانه، وكنت أرى أبا علي بعد ذلك نادما على ما قال في ذلك اليوم.
أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي القاسم الشحامي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي-اجازة-قال: سمعت أبا عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ (١٣٤ - ظ) يقول: كنت أختلف الى الصاغة وفي جوارنا بباب معمر فقيه كراميّ يعرف بالولي، فكنت أختلف اليه بالغداوات، وآخذ عنه الشيء بعد الشيء من مسائل الفقه، فقال لي أبو الحسن الشافعي: يا أبا علي لا تضيع أيامك، ما تصنع بالاختلاف الى الولي وبنيسابور من العلماء والأئمة عدة، فقلت:
الى من أختلف؟ فقال: الى ابراهيم بن أبي طالب، فأول ما اختلفت في طلب العلم إلى ابراهيم بن أبي طالب سنة أربع وتسعين ومائتين، فلما رأيت شمائله وسمته، وحسن مذاكرته للحديث، حلا في قلبي، فكنت أختلف إليه وأكتب عنه الأمالي، فحدث يوما عن محمد بن يحيى عن اسماعيل بن أبي أويس، فقال لي بعض أصحابنا:
لم لا تخرج الى هراة فإن بها شيخا ثقة يحدث عن اسماعيل بن أبي أويس، فوقع ذلك في قلبي، فخرجت إلى هراة وذلك في سنة خمس وتسعين ومائتين.
قال: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: استأذنت أبا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة في الخروج الى العراق سنة ثلاث وثلاثمائة فقال: توحشنا مفارقتك يا أبا علي، وقد رحلت وأدركت الأسانيد العالية، وتقدمت في حفظ الحديث ولنا فيك فائدة وأنس فلو أقمت؟ فمازلت به حتى أذن لي فخرجت الى الري وبها علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني وكان من أحفظ مشايخنا وأثبتهم وأكثرهم فائدة، فأفادني عن ابراهيم بن يوسف الهسنجاني وغيره من مشايخ الري ما لم أكن أهتدي أنا إليه ودخلت (١٣٥ - و) بغداد وجعفر الفريابي حيّ وقد أمسك عن التحديث ودخلت عليه