للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو محمد ابنا صابر، وخالي القاضي أبو المعالي وأبو الحسن علي بن زيد بن علي (١).

أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن الحافظ‍ أبي محمد عبد الله بن محمد الأشيري قال: أنبأني القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي قال: أبو علي حسين بن فيرة بن حيون الصدفي السرقسطي يعرف بابن سكّرة، مولده في نحو أربع وخمسين وأربعمائة بمدينة سرقسطة، قرأ القرآن بها، وسمع من أبي محمد بن فورتش، وأبي الوليد الباجي، وغيرهما وذاكرهما في الفقه، وذكر أن ابتداءه للسماع كان عند الباجي في شوال سنة إحدى وسبعين، ثم خرج عن سرقسطة سنة ثلاث وسبعين فسمع ببلنسية والمرية من جماعة، ولقي جلة من فقهاء الأندلس ورواتها (١٧٧ - ظ‍).

أخذ عن أبي العباس العذري ببلنسية وبالمرية ابن المرابط‍ وابن سعدون، وعني بالحديث والضبط‍ وحفظ‍ أسماء الرجال، وكان مع هذا موصوفا بالفضل والدين والعفة والصدق، ثم رحل الى المشرق أول محرم سنة إحدى وثمانين وأربعمائة في البحر، فلقي بمكة أبا عبد الله الطبري وأبا بكر الطرطوشي وسار الى البصرة ولقي أبا يعلى المالكي، وأبا العباس الجرجاني، وأبا القاسم بن شغبة الحافظ‍، وخرج عنها الى بغداد، فسمع في طريقه بواسط‍، ودخل بغداد منتصف جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين، فأطال المقام بها خمس سنين كاملة حتى كتب عن الامام أبي بكر الشاشي تعليقته الكبرى في مسائل الخلاف وتفقه عنده، ولازم السماع عند من أدرك بها من جلة البغداديين ولقي بها جماعة من الخراسانيين وغيرهم من الطارئين عليها للحج من أئمة أهل المشرق والقاطنين بها منهم، ثم رحل عنها في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين فسمع بدمشق وغيرها في طريقه من نصر الفقيه وغيره، وحصلت عنده عوالي نفيسة وفوائد جمة، ووصل الى الأندلس في صفر سنة تسعين وأربعمائة، واستقر سكناه بمدينة مرسية، وواظب الجلوس للاسماع والاملاء والرواية، والمذاكرة في مسائل (١٧٨ - و)


(١) - تاريخ دمشق لابن عساكر:٥/ ٦٣ - و.

<<  <  ج: ص:  >  >>