وقال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر باسناده أن الحضين بن المنذر أقبل يومئذ وهو غلام يزحف برايته، قال السدي: وكانت راية حمراء فقال:
لمن راية حمراء يخفق ظلها … إذا قلت قدمها حضين تقدما
(٢١٥ - و)
ويدنو بها في الصف حتى يزيرها … حمام المنايا تقطر الموت والدما
تراه إذا كان يوم عظيمة … أبى فيه إلاّ عزّة وتكرما
جزى الله قوما صابروا في لقائهم … لدى البأس خيرا ما أعف وأحزما
وأكرم صبرا حين تدعى الى الوغى … إذا كان أصوات الكماة تغمغما
ربيعة أعني إنهم أهل نجدة … وبأس إذا لاقوا خميسا عرمرما
وقد صبرت عكّ ولخم وحمير … ومذحج حتى لم يفارق دم دما
ونادت جذام كلها: يا لمذحج جزى … الله شرا أينا كان أظلما
أما تتقون الله في حرماتكم … وما قرب الرحمن منها وعظّما
أذقنا ابن حرب طعننا وضرابنا … بأسيافنا حتى تولى وأحجما
وحتى ينادى الزبرقان ابن أظلم … ونادى الكلاع يا كريب وأنعما
وعمرو وسفيان وجهم ومالك وحوشب … والراعي ربيعا وأظلما
وكرز بن نبهان وابنا مخارق … وصباح والقيني عتيكا وأسلما (١)
والمشهور أن هذا الشعر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء كتابة قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران-إجازة-قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء علي بن عبد الرحيم الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله ابراهيم بن محمد عرفة نفطوية قال: ومما يروى لعلي رحمة الله: (٢١٥ - ظ).
لمن راية سوداء يخفق ظلها … إذا قيل قدمها حضين تقدما
فيوردها في الصف حتى يردها … حياض المنايا تقطر الموت والدما
(١) - صفين:٣٢٣ - ٣٢٦. مع فوارق واضحة.