قال: وحدثنا الزبير قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز عن عميه موسى واسماعيل ابني عبد العزيز قالا: كان القرشي إذا انقطع شسعه خلع النعل الأخرى، فانقطع شسع الحكم بن المطلب فخلع النعل الأخرى ومضى فأخذ نعليه انسان نوبي فسوى الشسع (٢٣٨ - و) وجاء بالنعلين في منزله فقال له:
سويت الشسع؟ قال: نعم، فدعا جاريته بثلاثين دينارا فدفعها الى النوبي، وقال:
ارجع بالنعلين فهما لك.
قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن يحيى الكناني قال: استعمل بعض ولاة المدينة الحكم بن المطلب المخزومي على بعض المساعي، فلم يرفع شيئا، فقال له الوالي: أين الإبل والغنم؟ فقال: أكلنا لحومها بالخبز، قال: فأين الدنانير والدراهم؟ قال: أعتقدنا بها الصنائع في رقاب الرجال فحبسه، فأتاه وهو في الحبس بعض ولد نهيك بن إساف الأنصاري فمدحه فقال:
خليلي إن الجود في السجن فابكيا … على الجود إذا سدت علينا مرافقه
نرى عارض المعروف كل عشية … وكل ضحى يستن في السجن بارقه
إذا صاح كبلاه طفا فيض بحره … لزواره حتى تعوم غرانقه (١)
فأمر له بثلاثة آلاف درهم وهو محبوس.
قال: وحدثنا الزبير قال: وأخبرني نوفل بن ميمون قال: أنشدني أبو مالك محمد بن مالك بن علي بن هرمة لعمه ابراهيم بن علي بن هرمة يمدح الحكم بن المطلب:
تصبّح أقوام عن المجد والعلى … فأضحوا نياما وهو لم يتصبح
إذا كدحت أعراض قوم بلومهم … نجا سالما من لومهم لم يكدّح
ليهنك إن المجد أطلق رحله … لديك على خصب خصيب ومسرح