للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الوليد، وكان معهما ابراهيم بن عبد الحميد بن عبد الرحمن فحبسهما، وقتل ابراهيم بن عبد الحميد، وكان عبد العزيز بن الحجاج محاصرا لاهل حمص يرميهم بالمجانيق، فلما بلغه مسير مروان رحل عنهم وسار مروان الى سليمان بعين (١) الجر، فاقتتلوا أياما وقتل من الفريقين خلق حتى انهزم سليمان وأصحابه ومواليه الذكوانية فدخل سليمان دمشق وعندها يقال انه قتل الحكم وعثمان ابنا الوليد بن يزيد (٢).

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ‍ أبو القاسم علي بن الحسن قال:

قرأت على أبي الوفاء حفاظ‍ بن الحسن بن الحسين عن أبي محمد عبد العزيز بن أبي طاهر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا عبد الوهاب بن ابراهيم قال: حدثنا أبو هاشم مخلد بن محمد مولى عثمان بن عفان قال: لما أتى مروان موت يزيد بن الوليد شخص الى ابراهيم بن الوليد فسار في جند الجزيرة، ووجه ابراهيم الجيوش مع سليمان بن هشام، فسار بهم حتى نزل عين الجر فالتقيا بها فدعاهم مروان الى الكف عن قتاله والتخلية عن ابني الوليد: الحكم وعثمان، وهما في سجن دمشق محبوسان فأبوا عليه، وجدوا في قتاله (٢٥١ - و) فاقتتلوا فكانت هزيمتهم، فقتلوا منهم نحوا من سبعة عشر أو ثمانية عشر ألفا، وأتوا مروان من أسراهم بمثل عدة القتلى أو أكثر، فأخذ مروان عليهم البيعة للغلامين: الحكم وعثمان، وكان يزيد بن عبد الله القسري معهم فهرب فيمن هرب مع سليمان بن هشام الى دمشق، ومضى سليمان ومن معه من الفل حتى أصبحوا دمشق، واجتمع اليه والى ابراهيم والى عبد العزيز بن الحجاج رؤوس من معهم وهم: يزيد بن خالد القسري وأبو علاقة السكسكي وأبو دؤالة ونظراؤهم فقال بعضهم لبعض: ان بقي الغلامان ابنا الوليد حتى يقدم مروان فيخرجهما من الحبس ويصير الامر اليهما لم يستبقيا أحدا ممن قتل أباهما، فالرأي أن نقتلهما، فولوا ذلك يزيد بن خالد، ومعهما في الحبس أبو محمد السفياني، ويوسف بن عمر فأرسل اليهما يزيد مولى لخالد يكنى أبا الاسد في عدة من أصحابه، فدخل السجن فشدخ الغلامين بالعمد، وأخرج


(١) -هي بلدة عنجر الحالية في لبنان على مقربة من الحدود مع سورية.
(٢) -انظر تاريخ العظيمي:٢١٢ - ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>