للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوسف بن عمر فضرب عنقه، وأرادوا أبا محمد ليقتلوه فدخل بيتا من بيوت السجن فأغلقه وألقى خلفه الفرش والوسائد واعتمد على الباب فلم يقدروا على فتحه ودعوا بنار ليحرقوه فلم يؤتوا بها حتى قيل قد دخلت خيل مروان المدينة، وهرب ابراهيم ابن الوليد وتغيب، وأنهب سليمان ما كان في بيت المال من المال وقسمه فيمن معه من الجنود وخرج من المدينة، وثار من فيها من موالي الوليد بن يزيد الى دار عبد العزيز بن الحجاج فقتلوه ونبشوا قبر (٢٥١ - ظ‍) يزيد بن الوليد وصلبوه على باب الجابية، ودخل مروان دمشق فنزل عالية وأتي بالغلامين مقتولين ويوسف بن عمر فأمر بهم فدفنوا وأتي بأبي محمد محمولا في كبوله فسلم عليه بالخلافة، ومروان يسلم عليه يومئذ بالإمرة، فقال له: مه فقال: انهما جعلاها لك بعدهما وأنشده شعرا قاله الحكم في السجن.

قال: وكانا قد بلغا، ولد لأحدهما وهو الحكم، وكان أكبرهما والآخر قد احتلم قبل ذلك بيسير، فقال: قال الحكم:

الا من مبلغ مروان عني … وعقبى العمر طال بذي حنينا

بأني قد ظلمت وصار قومي … على قتل الوليد متشايعينا

أيذهب كلبهم بدمي ومالي … فلاغثا أصبت ولا سمينا

ومروان بأرض بني نزار … كليث الغاب مفترش عرينا

ألا يحزنك قتل فتى قريش … وشقهم عصا للمسلمينا

ألا واقر السلام على قريش … وقيس بالجزيرة أجمعينا

وسار الناقص (١) … القدري فينا

وألقى الحرب بين بني أبينا

فلو شهد الفوارس من سليم … وكعب لم أكن لهم رهينا

ولو شهدت ليوث بني تميم … لما بعنا تراث بني أبينا

أتنكث بيعتي من أجل أمي … وقد بايعتم قبلي هجينا


(١) -الوليد بن يزيد سمي بالناقص لانه نقص الاعطيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>