وخاف من ابن شكر ورير الملك العادل أن يقصده بأدى، فإنه كان مغرى بقلع البيوت الأصيلة في التقدم، فهرب الى الشام واتصل بخدمة الملك الظاهر صاحب حلب، فأحسن قراه وأكرمه، وكان يراسل به الأطراف وأرسله مرتين الى بغداد الى الديوان العزيز، الأولى في أواخر سنة اثنتين وستمائة فنزل بالجانب الغربي (٢٩٥ - و) وقصدناه للسماع عليه، فوجدنا شيخا فاضلا حسن المعرفة بالحديث ذا أخلاق رضية وسيرة مرضية سمعنا منه كتاب الدعاء للمحاملي عن السّلفي، ولم ألقه بعد ذلك، وكان صدوقا.
قال لي الرشيد أبو عبد الله محمد بن عبد العظيم بن عبد القوي المنذري:
كان ابن عثمان بعد عوده الى الديار المصرية أكرمه الوزير ابن شكر، وزال ما كان في نفسه منه، فحضر ذات يوم مجلسه وهو جالس الى جنبه وحادثه، فأطرق ابن عثمان ومات فجأة، فأحضر ابن شكر جماعة وأشهدهم على ذلك خوفا من أن ينسب إليه أنه تسبب الى ذلك.
قال لي الرشيد محمد بن عبد العظيم: سمعت والدي يقول: توفي أبو القاسم حمزة بن أبي الحسن علي بن عثمان القرشي فجأة في سلخ ذي الحجة سنة خمس عشرة وستمائة، قال: وسمعته يقول: مولدي في العاشر من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
أنبأنا الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال، في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي سلخ ذي الحجة-يعني-من سنة خمس عشرة وستمائة توفي القاضي الأجل أبو القاسم حمزة بن القاضي الأجل أبي الحسن علي بن أبي عمرو عثمان بن يوسف بن ابراهيم بن أحمد بن يعقوب القرشي المخزومي الشافعي، العدل، الكاتب المنعوت بالأشرف، فجأة بالقاهرة، ودفن بتربتهم المعروفة بهم بقرب ضريح الإمام الشافعي رضي الله عنه. (٢٩٥ - ظ).
سمع بمصر من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد المصيني وغيره، ورحل الى الاسكندرية فسمع بها من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني، وأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني وأبي الطاهر اسماعيل بن مكي بن عوف الزهري،