للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجواد فأنت أجود من سيل … دياس (١) يسيل بين الجبال

فقال: عمر من هذه؟ فقيل: أمه، فقال: أمه والإله-ثلاثا-هل قامت النساء عن مثل خالد، قال: فكان عمر يتمثل في طيه تلك الثلاث في ليلة، وبعد ما قدم:

نبكي ما وصلت به الندامى … ولا نبكي فوارس الجبال

أولئك إن بكيت أشد فقدا … من الإذهاب والعكر (٢) الجلال

تمنى بعدهم قوم مداهم … ولم يدنوا لأسباب الكمال (٣)

وقال أبو القاسم بن السمرقندي: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد ابن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال:

حدثني ابراهيم بن المنذر قال: حدثني عمر بن عثمان التميمي قال: حدثني اسحاق ابن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن عمه موسى بن طلحة قال: خرجت مع أبي طلحة ابن عبيد الله (٩٨ - ظ‍) الى مكة مع عمر بن الخطاب فلما كنا بعرق الظبية (٤) نزل عمر من هذا الجانب، ونزل أبي من هذا الجانب، فبينا نحن نحط‍ رواحلنا أقبل راكب من المدينة حتى أهوى الى ناحية عمر، فما قلنا أناخ حتى إذا بعمر قد أقبل يصيح:

يا أبا محمد، يا طلحة، فقال أبي: ما لك يا أمير المؤمنين؟ قال: هلك أبو سليمان هلك خالد بن الوليد رحمه الله، فقال له أبي طلحة:

لأعرفنك بعد الموت تند بني … وفي حياتي ما زودتني زادا

أخبرنا أبو الفتوح الحصري في كتابه قال: أخبرنا أبو محمد الأشيري قال:

أخبرنا أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: وتوفي خالد بن الوليد بحمص، وقيل توفي بالمدينة سنة احدى وعشرين، وقيل بل توفي بحمص، ودفن في قرية على ميل من حمص سنة


(١) -أي متتابع غزير.
(٢) -العكر هنا ما فوق خمسمائة من الابل أو الستون أو ما بين الخمسين الى المائة.
(٣) -تاريخ دمشق لابن عساكر:٥/ ٢٨٣. ظ‍ -٢٨٤. و.
(٤) -عرق الظبية بين مكة والمدينة. معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>