ابن علي بن محمد بن خضير الصيرفي قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي-قراءة عليه-قال: أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي ويعرف بابن بشران قال: حدثنا علي بن منصور الحلبي قال: حدثنا علي بن محمد الشمشاطي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر البرمكي قال: حدثني خالد الكاتب قال: خرجت متنزها ذات يوم فرفع لي دير فأممته-فاذا فيه شاب لم أر أحسن وجها ولا أفصح لسانا منه مكبلا في الحديد فسلمت، فرد السلام ورحب، ثم قال: من تكون؟ فقلت خالد الكاتب، فقال: أصاحب المقطعات؟ فقلت: نعم فقال: أنشدني من مقطعاتك فأنشدته:
ترشفت من مقلتيها العقارا … وقبلت من خدها جلّنارا (١٢١ ظ)
وعانقت منها كثيبا مهيلا … وغصنا رطيبا وبدرا أنارا
وأبصرت من نورها في الظلام … بكل مكان بليل نهارا
فقال: أحسنت والله، ثم قال ألا أنشدك بيتين لتجزهما لي؟ فقلت: هاتهما، فأنشدني:
رب ليل أشفّ من نفس العاشق … طولا قطعته بانتحاب
وحديث ألذ من نظر المعشوق … بدلته ببؤس العتاب
قال خالد: فو الله ما قدرت على اجازتها، وأنا مذ عشرون سنة أفكر في ذلك ولا أقدر عليه.
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد قال: أخبرنا ثعلب قال: ما أحد من الشعراء تكلم في الليل إلاّ قارب الا خالد الكاتب فانه أبدع في قوله «وليل المحب بلا آخر» فانه لم يجعل لليل آخرا وأنشدنا.