فمضيت الى خالد في سنة احدى وستين فأنشدني هذا الشعر. (٢٢ دو).
أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال:
أخبرنا أبو بكر البغدادي قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: قال أحمد بن كامل القاضي: حدثت عن خالد الكاتب قال: قيل له من أين قلت في قصيدتك: «وليل المحب بلا آخر»؟ فقال: وقفت على باب، وسائل عليه مكفوف، وهو يقول:
الليل والنهار عليّ سواء، فأخذت هذا منه.
قلت: أنشدني شيخنا الحسن بن عمرو النحوي المعروف بابن دهن الحصا هذا المعنى:
فالآن ليلي مذغابوا فديتهم … ليل الضرير فصبحي غير منتظر
أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمد بن أبي عمرو الدلّوي قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري قال: سمعت أبا القاسم عبد الرحمن بن المظفر الأنباري يقول: سمعت أبا القاسم بن أبي حبة يقول سمعت خالد بن يزيد الكاتب يقول: بينا أنا مارّ بباب الطاق اذا راكب خلفي على بغلة، فلما لحقني نخسني بسوطه فقال: أأنت القائل يا خويلد: «وليل المحب بلا آخر»؟ قلت: نعم قال: لله أبوك، وصف امرؤ القيس الليل الطويل في ثلاثة أبيات، ووصفه النابغة في ثلاثة أبيات، ووصفه بشار بن برد في ثلاثة أبيات وبرزت عليهم بشطر كلمة فلله أبوك، قلت: وبم وصفه امرؤ القيس فقال بقوله (١٢٢ - ظ).
وليل كموج البحر أرخى سدوله … عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه … وأردف أعجازا وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي … بصبح وما الإصباح منك بأمثل (١)
(١) -هذه الابيات من معلقة امرئ القيس. انظر شرح المعلقات السبع للزوزنى: ٣٦ - ٣٧.