قال: أنشدنا أبو الفضل محمد بن الحسن (١٢٦ - و) بن المأمون الهاشمي قال:
أنشدنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال: أنشدني أبي هذه الأبيات يخبر أنها لخالد الكاتب.
السن نضحك والأحشاء تحترق … وانما ضحكها زور ومختلف
ليت الذين رأوني ضاحكا زعموا … رأوا بكائي اذا ما أظلم الأفق
لولا مراقبة الأعداء لإستبقت … مني الدموع كما في السر تستبق
يا ربّ باك بعين قلبه فرح … ورب ضاحك سن ما به رمق
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو القاسم بن يونس قال:
أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال:
أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا ابراهيم بن الفضل بن حيان الحلواني قال: حدثني أبو بكر بن ضباب قال: سمعت بعض أصحابنا بالرقة يقول: كبر خالد الكاتب حتى دق عظمه، ورق جلده فوسوس، فرأيته ببغداد والصبيان يتبعونه ويصيحون به: يا بارد يا بارد، فأسند ظهره الى قصر المعتصم، فقال لهم:
كيف أكون باردا وأنا الذي أقول:
بكى عاذلي من رحمتي فرحمته … وكم مسعد من مثله ومعين
ورقّت دموع العيون حتى كأنها … دموع دموعي لا دموع جفوني
وكان خالد يتعمد في شعره مثل هذا (١).
أنبأنا عمر بن محمد الدار قزي قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر البغدادي قال: أخبرنا (١٢٦ - ظ) الحسن بن أبي بكر قال:
أخبرنا أحمد بن كامل-فيما أجاز لنا روايته عنه-قال: أخبرني أبو الحسين علي ابن الحسن بن أحمد القرشي-من أهل حران-قال: سمعت هلال بن العلاء يقول رأيت خالد الكاتب الشاعر بمدينة السلام والناس يصيحون: يا بارد، يا بارد، ويرمونه بالحجارة فتساند الى حائط، وقال: ويلكم كيف أكون باردا وأنا الذي أقول:
(١) -ليس في المطبوع من كتاب الجليس الصالح.