للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: موسى، قال: من موسى؟ قال: موسى بني اسرائيل، قال: فما لك؟ قال:

أخبرت أن عندك علما فأردت أن أصحبك، «قال إنك لن تستطيع معي صبرا» (١) قال: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا» (٢) قال: «كيف تصبر على ما لم تحط‍ به خبرا» (٣) قال: قد أمرت أن أفعله «ستجدني إن شاء الله صابرا» «قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة» فخرج من كان فيها وتخلف ليخرقها فقال له موسى تخرقها «لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا. قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا. قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا» (٤) فانطلقا حتى أتوا على غلمان يلعبون على ساحل البحر وفيهم غلام (١٨٠ - و) ليس في الغلمان أحسن ولا أنظف منه فأخذه فقتله فنفر موسى عند ذلك وقال: «أقتلت نفسا (زاكية) بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا» (٥)، قال: فأخذته ذمامة من صاحبه واستحيى ف‍ «قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية» لئام وقد أصاب موسى جهد شديد فلم «يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه»، فقال له موسى بما أنزل بهم من الجهد: «لو شئت لاتخذت عليه أجرا. قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك» فأخذ موسى بطرف ثوبه فقال: حدثني فقال: «أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر» «وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا» فإذا مر عليها فرآها متخرقة تركها ورقعها أهلها بقطعة خشب فانتفعوا بها «وأما الغلام» فانه كان طبع يوم طبع كافرا وكان قد ألقي عليه محبة من أبويه ولو عصياه شيئا لأرهقهما طغيانا وكفرا فأراد ربك أن يبدلهما «خيرا منه زكاة وأقرب رحما. وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما» الى قوله «ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا» (٦).


(١) - سورة الكهف-الآية:٦٧.
(٢) - سورة الكهف-الآية:٦٩.
(٣) - سورة الكهف-الآية:٦٨.
(٤) - سورة الكهف-الآيات:٦٩ - ٧٣.
(٥) - سورة الكهف-الآيتان:٧٤ - ٧٥.
(٦) - سورة الكهف-الآيات:٧٦ - ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>