للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان من قواد الفراغنة ورجالهم، فلم يفلت منهم إلاّ اليسير، ثم صار أصحاب القرمطي الى باب حلب فحاربهم أبو الأغر ومن بقي معه من أصحابه وأهل البلاد فانصرفوا عنه (١).

قرأت في حوادث سنة سبع وتسعين ومائتين من تاريخ ثابت بن سنان بن ثابت بن قرّة قال: في أيام المقتدر، وفيها قدم أبو الأغر خليفة بن المبارك السلمي من الرقة بغير إذن فقبض عليه وعلى جماعة من أهله، وكسر سيفه وخرق سواده وحبس.

وقال في حوادث اثنتين وثلاثمائة: وفي يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من رجب أطلق أبو الأغر خليفة بن المبارك السلمي من الاعتقال في دار السلطان، وخلع عليه خلع الرضا في يوم الخميس مستهل شعبان.

أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي-إذنا-قال: أخبرنا (٢٣٣ - و) أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: خليفة بن المبارك أبو الأغر، ولاه المعتضد قتال الأعراب بطريق مكة، فقتل منهم جماعة وأسر رأسهم صالح بن مدرك بالحيلة، وقدم بغداد في المحرم سنة سبع وثمانين ومائتين فخلع عليه وطوق بطوق ذهب، ثم وليّ حلب، وقدم دمشق مع محمد بن سليمان وغيره من الأمراء الذين وجههم المكتفي لحرب الطولونية بمصر، وغزا بلاد الروم مع مؤنس الخادم في ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائتين ثم خالف على السلطان فأخذ وأدخل بغداد هو وأولاده فقيدوا يوم الاثنين لأربع بقين من شوال سنة سبع وتسعين ومائتين ثم أطلق يوم الخمس، وخلع عليه يوم الخميس مستهل شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة فمات فجأة يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي الحجة من سنة ثلاث وثلاثمائة (٢).

قرأت بخط‍ ثابت بن سنان بن ثابت الصابئ، في كتاب وقع إليّ يتضمن وفاءات من توفي في كل سنة من سنة ثلاثمائة الى السنة التي مات (٣) فيها، قال سنة اثنتين وثلاثمائة، أبو الأغر خليفة بن المبارك السلمي مات لسبع خلون من ذي الحجة فجأة.


(١) -انظر تاريخ العظيمي:٢٧٤.
(٢) -لا ترجمة له في تاريخ دمشق لابن عساكر.
(٣) -سنة ٣٦٥ هـ‍. انظر كتابي الجامع في أخبار القرامطة:١/ ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>