ادريس بن محمد الموصلي يذكر أن أبا منصور المظفر بن محمد الطوسي حدثهم قال:
حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال: وفد علي بن حرب الطائي على المعتز بسرّ من رأى، فكتب عنه المعتز بخطه ودقق الكتاب، فقال علي: أخذت يا أمير المؤمنين في شؤم أصحاب الحديث، فضحك المعتز أو نحو هذا.
أنبأنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد قال: أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن هبة الله، وأبو البركات سعد بن محمد بن ادريس قال: أخبرنا أبو منصور المظفر ابن محمد بن الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن اياس قال: ووفد على المعتز- يعني-علي بن حرب في سنة أربع وخمسين ومائتين، فذكر مثله، وقال: أخبرني بهذا غير واحد من شيوخنا وأحضره المعتز للطعام فأكل بحضرته، وأوعز له بضياع حرب كلها، فلم يزل ذلك جاريا له الى أيام (١٤٨ - و) المعتضد.
أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال:
أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال: حدثنا صالح بن أحمد الحافظ قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن عمروس-املاء- قال: سمعت أحمد بن بديل الكوفي قاضينا قال: بعث إليّ المعتز رسولا بعد رسول فلبست كمتي، ولبست نعل طاق فأتيت بابه، فقال الحاجب: يا شيخ نعليك، فلم ألتفت اليه، ودخلت الباب الثاني فقال الحاجب: نعليك، فلم ألتفت اليه، فدخلت الى الثالث فقال: يا شيخ نعليك، فقلت: أبا لواد المقدس أنا فأخلع نعلي! فدخلت بنعلي، فرفع مجلسي وجلست على مصلاه، فقال: أتعبناك أبا جعفر فقلت: أتعبتني وأذعرتني، فكيف بك سئلت عني؟ فقال: ما أردنا إلاّ الخير، أردنا نسمع العلم فقلت: وتسمع العلم أيضا، ألا جئتني فان العلم يؤتى ولا يأتي فقال: تعتب أبا جعفر، فقلت له: خلبتني بحسن أدبك، أكتب قال: فأخذ الكاتب القرطاس والدواة، فقلت له: أتكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرطاس بمداد، قال: فيما يكتب؟ قلت: في رق بحبر، فجاؤوا برق وحبر، فأخذ الكاتب يريد أن يكتب، فقلت: اكتب بخطك فأومأ الى أنه لا يكتب، فأمليت عليه حديثين أسخن الله بهما عينيه، فسأله ابن البناء أو ابن النعمان: أي حديثين؟