وقيل إن هذا الجبل ينسب إلى سمعان حواري عيسى عليه السلام الذي ينسب الدير إليه، وسنذكر ترجمته إن شاء الله، وقيل سمعان هو اسم (١٦٤ - ظ) الجبل نفسه، والدير المذكور مضاف إلى الجبل المسمى بسمعان ويدل على ذلك ما أخبرنا أبو البيان بن أبي المكارم بن هجام الحنفي بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد بن منصور الحضرمي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد ابن عيسى السعدي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي المقرئ قال:
حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن نعيم قال: حدثنا أبو علي عبيد الله الدارسي حدثني أبو مسعود عبيد بن سميع عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لما قدم وفد إياد قال لهم رسول الله: «ما فعل قس بن ساعدة»؟ قالوا:
مات يا رسول الله، قال:«يرحم الله قس بن ساعدة كأني أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل له أورق، وهو يتكلم بكلام عليه حلاوة، وما أجدني أحفظه»؛ فقال أبو بكر رضي الله عنه: سمعته يقول بسوق عكاظ:
أيها الناس، اسمعوا واحفظوا من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، ليل داج، وسماء ذات أبراج، وبحار تزخر، ونجوم تزهر، ومطر ونبات، وآباء وأمهات، وذاهب وآت، وضوء وظلام، وبر وأثام، ولباس ومركب ومطعم ومشرب، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا (١٦٥ - و) بالمقام هنالك فأقاموا، أم تركوا هنالك فناموا، يقسم بالله قس بن ساعدة قسما برّا لا إثم فيه، ما لله في الأرض دين أحب إليه من دين قد أظلكم زمانه، وأدرككم أوانه، طوبى لمن أدركه فتابعه، وويل لمن أدركه ففارقه، ثم أنشأ يقول: