يبكي المغيرة ديننا وزماننا … والمعولات برنة وتصايح
يا من بمغدى الشمس من حي إلى … ما بين مسقط قرنها المتنازح
مات المغيرة بعد طول تعرض … للقتل بين أسنة وصفائح
وهي طويلة قال فيها:
يا عين فابكي ذا الفعال وذا الندي … بمدامع سكب تجيء سوافح
وابكيه في الزمن العثور لكلنا … ولكل أرملة ورهب رازح
فلقد فقدت مسودا ذا نجدة … كالبدر أزهر ذا جدا ونوافح
كان الملاك لديننا ورجائنا … وملاذنا في كل خطب فادح
فمضى وخلفنا لكل عظيمة … ولكل أمر ذي زلازل جامح
ما قلت فيك فأنت أهل مقالتي … بل قد يقصر عنك مدح المادح (١)
كذا وجدته فيما نقلته من المجموع أنه لما أنشدها المهلب قال له ما قال، وروي أن ذلك كان بين زياد الأعجم ويزيد بن المهلب، أخي المغيرة، وهو الصحيح.
أخبرنا بذلك أبو اليمن زيد بن الحسن-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال:
أنبأنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة-في كتابه-قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني-إجازة-قال: حدثنا أحمد بن محمد الجوهري ومحمد بن أحمد البزاز قالا: حدثنا العنزي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الذارع قال: حدثنا ابن عائشة قال: كان المغيرة بن المهلب أبرع ولده وأوفاهم (٣٨ - ظ) وأعفهم او أسخاهم فلما مات رثاه زياد الأعجم بقصيدته تلك.
مات المغيرة بعد طول تعرض … للموت بين أسنة وصفائح
قال ابن عائشة: فسمعت أبي يقول: فأنشدها يزيد بن المهلب فلما انتهى إلى قوله:
(١) -ديوان زياد الأعجم:٨٤ - ١٠٠ مع فوارق.