للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا مررت بقبره فاعقربه … أدم الهجان وكل طرف سابح

وانضح جوانب قبره بدمائها … فلقد يكون أخا دم وذبائح

فقال له يزيد: هل عقرت؟ قال: لا، قال: وما منعك؟ قال: كنت على بنت الهمارة-يريد الحمارة-فقال: أما والله لو فعلت ما أصبح في آل المهلب صاهل إلاّ على مزودك.

قال المرزباني: وحدثني أحمد بن محمد الجوهري قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزي وأحمد بن محمد بن أبي الذيال قالا: حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي قال: حدثنا أبي قال: قال المأمون: أي قصيدة أرثى؟ قلت: أمير المؤمنين أعلم، قال لي: القصيدة التي قالها زياد الأعجم في المغيرة بن المهلب، ثم قال:

أتحفظها؟ قلت: نعم، قال: فخذها عليّ فأنشدنيها حتى أتى على آخرها، وترك منها بيتا، قلت: يا أمير المؤمنين تركت منها بيتا، قال: وما هو؟ قلت:

هلا ليالي فوقه بزّاته (١) … يغشى

الأسنة فوق نهد قارح (٢)

قال: هاه هاه يتهدد المنية، الاّ أتتك ذلك الوقت، هذا أجود بيت فيها، ثم استعادنيه حتى حفظته (٣).

أنبأنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ‍ قال: أنبأنا خالي أبو المعالي القاضي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن (٣٩ - و) عبد الرزاق بن عبد الله الكلاعي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا محمد بن مغلس قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا يموت بن المزرع قال: حدثنا إبراهيم بن سفيان الزيادي قال: سمعت الأصمعي يقول: لقد بلي هؤلاء القوم من زياد الأعجم بثلاثة لم يمتحن بها أحد من نظرائهم-يعني الأشاقر، بطن من الأزد- فمن ذلك قوله فيهم:


(١) -السلاح.
(٢) -النهد من الخيل الجسيم المشرف والقارح ما استتم الخامسة ودخل في السادسة.
(٣) -ليس في المطبوع من كتاب بالمرزباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>