للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هشام بن عبد الملك فشهدت وفاته ودفنه قال: فسمعت عبد الله بن عبد الأعلى النوفلي يتمثل بهذه الأبيات وهي:

وما سالم عما قليل بسالم … ولو كثرت حراسه وكتائبه

ومن بك ذاباب شديد وصاحب … فعما قليل يهجر الباب صاحبه

ويصبح مسرورا به كل شامت … وأسلمه أحبابه وحبائبه

فنفسك فاكسبها السعادة جاهدا … فكل امرئ رهن بما هو كاسبه

وقد روى ابن الأعرابي هذه القصة لزياد الأعجم، وقد ذكرناها في ترجمته، (١)

ورواها غيره عن أبي زيد الأعمى.

ويروى أن زيدا العمي سمع باكية تنشد هذه الأبيات عند دفن سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا بذلك أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل-فيما أذن لنا أن نرويه عنه-عن أبي الفتح نصر الله بن محمد اللاذقي قال: حدثنا نصر بن ابراهيم-إملاء-قال: قرأت على أبي سعيد عبد الكريم بن علي القزويني عن أبي أسامة محمد بن أحمد المنقري قال: حدثنا الحسن بن رشيق (١٠٠ - ظ‍) قال:

حدثنا علي بن سعيد بن بشران الرازي قال: حدثنا يريد بن سنان قال: حدثني عمرو ابن الحصين قال: حدثني يحيى بن العلاء الرازي قال: حدثنا زيد العمّي قال:

شهدت سليمان بن عبد الملك فلما فرغوا من دفنه سمعت باكية تقول:

وما سالم عما قليل بسالم … ولو كثرت أحراسه وكتائبه

ومن يك ذاباب شديد وحاجب … فعما قليل يهجر الباب صاحبه

ويصبح بعد الحجب للناس مقصيا … رهينة بيت لم تسد جوانبه

فما كان إلاّ الدفن حتى تفرقت … الى غيره أجناده ومواكبه

وأصبح مسرورا به كل كاشح … وأسلمه أحبابه وأقاربه

فنفسك فاكسبها السعادة جاهدا … فكل امرئ رهن بما هو كاسبه


(١) -انظر ما تقدم في هذا الجزء ص:٣٩٢٥ - ٣٩٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>