للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مهلا بني عمّنا عن نحت أثلتنا … سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا

لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم … وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا

الله يعلم أنا لا نحبكم … ولا نلومكم أن لا تحبونا (١١٣ - و)

كل امرئ مولع في بغض صاحبه … فنحن والله نقلوكم وتقلونا

ثم حلف أن لا يلقى هشاما ولا يسأله صفراء ولا بيضاء فخرج في أربعة آلاف بالكوفة، فاحتال عليه بعض من كان يهوى هشاما ورحلوا (١) عليه فقالوا: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال: رحم الله أبا بكر وعمر صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أين كنتم قبل اليوم؟ قالوا: ما نخرج معك أو تتبرأ منهما، قال: لا أفعل هما إماما عدل، فتفرقوا عنه، وبعث هشام إليه فقتلوه، فقال الموكل بخشبته:

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقد وقف على الخشبة وقال: هكذا يصنعون بولدي من بعدي، يا بني يا زيد قتلوك قتلهم الله، سلبوك سلبهم الله، فخرج هذا في الناس، وكتب يوسف بن عمر الى هشام أن عجّل الى العراق فقد فتنهم، فكتب إليه: أحرقه بالنار، فأحرقه رحمة الله عليه.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق الجلاب قال: حدثنا حارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: دخل زيد بن علي على هشام بن عبد الملك فرفع دينا كثيرا وحوائج فلم يقض له هشام حاجة، وتجهمه وأسمعه كلاما شديدا. (٢)

قال عبد الله بن جعفر: فأخبرني سالم مولى هشام وحاجبه أن زيد بن علي خرج (١١٣ - ظ‍) من عند هشام وهو يأخذ شاربه ويفتله ويقول: ما أحب الحياة أحد قط‍ إلاّ ذلّ، ثم مضى فكان وجهه الى الكوفة، فخرج بها ويوسف بن عمر الثقفي عامل لهشام بن عبد الملك على العراق فوجه الى زيد بن علي من يقاتله فاقتتلوا وتفرق عن زيد من خرج معه، ثم قتل وصلب.


(١) -كذا بالأصل وهو طغيان من القلم صوابه كما في ابن عساكر «فدخلوا».
(٢) -تاريخ دمشق لابن عساكر:٦/ ٣٢٢٢. و،٣٢٧ و-ظ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>