للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سالم: فأخبرت هشاما بعد ذلك بما قال زيد يوم خرج من عنده فقال:

ثكلتك أمك ألا كنت أخبرتني بذلك قبل اليوم وما كان يرضيه، إنما كانت خمسمائة ألف، فكان ذلك أهون مما صار إليه (١).

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه اللاذقي-إجازة إن لم يكن سماعا-عن أبي الفتح نصر بن ابراهيم الزاهد عن أبي الحسن السمسار قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن يوسف البغدادي قال: حدثنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا يموت بن المزرع قال: حدثنا محمد بن حميد اليشكري قال: أخبرنا عمي معاذ بن أسد قال: أقرّ ابن لخالد بن عبد الله القسري على زيد بن علي، وداوود بن علي بن عبد الله بن العباس، وأيوب ابن سلمة المخزومي، ومحمد بن عمر بن علي، وسعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنهم قد أزمعوا على خلع هشام بن عبد الملك، فقال هشام لزيد: قد بلغني كذا وكذا؟ قال: ليس كما بلغك يا أمير المؤمنين، قال: بلى قد صح عندي ذلك، قال:

أحلف لك، فقال: وإن حلفت فأنت غير (١١٤ - و) مصدق فقال زيد: إن الله لم يرفع من قدر أحد أن يحلف له بالله فلا يصدّق، ولا وضع من قدر أحد أن يحلف بالله فلا يصدّق، فقال له هشام: أخرج عني، قال إذا لا تراني إلاّ حيث تكره، فلما خرج من بين يدي هشام قال: من أحب الحياة ذلّ فقال له الحاجب: أبا الحسين لا يسمعن هذا منك أحد فقال محمد بن عمر: إن أبا الحسين لما رأى الأرض قد أطرقت جورا قبله (٢) الأعوان وتخاذل الناس كانت الشهادة أحب الميتات إليه، فخرج وهو يتمثل بهذين البيتين.

إنّ المحلّم ما لم يرتقب حسدا … أو يرهب السيف أو وخز القنا هتفا

من عاذ بالسيف لاقى فرجة عجبا … موتا على عجل أو عاش فانتصفا

أخبرنا ابن طبرزد-أذنا-قال: أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء قالا:

أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا أحمد بن


(١) - طبقات ابن سعد:٥/ ٣٢٥ - ٣٢٦.
(٢) -كذا بالاصل ولعل الاقوم «قلة».

<<  <  ج: ص:  >  >>