للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الى أن دبر شبيب ووثاب وهما في القصر على سابق، وقفرا في القلعة وصاح الاجناد بها شبيب يا منصور، وقبض سابق وحبس، وتسلم شبيب ما كان بها من المال، وسفر سديد الملك أبن منقذ بين مسلم بن قريش وبين شبيب الى أن تسلم القلعة في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، وانقضى أمر سابق بعد حصار للقلعة أربعة أشهر، وانقضت دولة آل مرداس.

دفع إلى القاضي أبو محمد بن الخشاب جزءا بخطه وذكر لي أنه نقله من خط‍ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جراده في ذكر ملوك حلب. وكتب إلينا المؤيد ابن محمد بن علي الطوسي عن أبي الحسن قال بعد ذكر نصر بن محمود وقتله بظاهر حلب ثاني عيد الفطر من سنة ثمان وستين: بعد أخوه سابق بن محمود أقام أربع سنين، وسلم البلد إلى شرف الدولة أبي المكارم مسلم (١٤٦ - ظ‍) بن قريش العقيلي سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة-يريد البلد دون القلعة.

قرأت بخط‍ أبي عبد الله العظيمي، وأنبأنا به أبو اليمن الكندي وغيره عنه؛ سنة ثماني وستين وأربعمائة فيها: قتل نصر بن محمود صاحب حلب يوم الأحد، يوم عيد الفطر. وجلس سابق بن محمود مكانه.

قال: وفي هذه السنة، يعني سنة اثنين وسبعين وأربعمائة. وصل شرف الدولة إلى حلب وتسلمها من سابق بن محمود، وامتنعت القلعة عليه، وكان بالقلعة سابق وأخوه شبيب، فقبض شبيب على سابق يوم السبت ثاني عشر صفر، وتولى الأمر بنفسه يوما واحدا، ثم عاد سابق فقبض على أخيه شبيب وتولى الأمر كما كان أولا، وبقي الحصار أربعة أشهر، ثم سلم القلعة سابق إلى شرف الدولة يوم الأحد عاشر ربيع الآخر، وقيل جمادى الآخر، وهو الأصح، يعني من سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة (١).

نقلت من خط‍ أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه قال:

وأقام نصر مالكا إلى سنة ثمان وستين، فلما كان يوم عيد الأضحى عيّد وخرج العصر لنهب الأتراك ابن خان وأصحابه، ويأخذ نساءهم فإنه قال: «نريد الوجوه


(١) -تاريخ العظيمى:٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>