لمن أيقن بالنار كيف يضحك، وعجبا لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها، ثم هو يطمئن إليها، عجبا لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل.
قلت: وكان الكنز المذكور بأنطاكية فيما روي عن ابن عباس رضى الله عنه، وقد ذكرنا ذلك في فضل أنطاكية.
أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو بكر الطريثيثي، ح.
وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان الزركشي البغدادي قال أخبرنا أبو الفتح بن البطي قال: أخبرنا أبو فضل بن خيرون قال: أبو إسحاق وأخبرنا أبو المظفر الكاغدي قال: أخبرنا أبو بكر الطريثيثي قالا: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثتنا هنّادة بنت مالك الشيباني ذكرت عن صاحبها حماد بن الوليد الثقفي أنه سمع جعفر بن محمد وهو (١٨٢ - و) يقول حين سئل عن كنز الغلامين اليتيمين وصلاح أبيهما فقال جعفر: إنه كان أبوهما صالحا دونه سبعة آباء، فحفظ الغلامان بصلاح أبيهما الأكبر، وإنما كان الكنز علم سطرين ونصف ولم يتم الثالث، فيه مكتوب: يا عجبا من الموقن بالموت كيف يفرح، ويا عجبا من الموقن بالرزق كيف يتعب، ويا عجبا من الموقن بالحساب كيف يغفل.
وهذا الكنز كان بأنطاكية، جاء في التفسير عن ابن عباس وغيره ذلك.
وفي جبل بني عليم من أعمال حلب قرية يقال لها: نحله، وقريب منها مقبرة عليها كتابة بالرومية، ويشاهد الناظر على المقبرة في بعض الليالي نورا ساطعا حتى إذا قصده اختفى عنه النور، فلا يرى شيئا، وهذا أمر شائع ذائع مستفيض، أخبرني جماعة لا يتصور تواطؤهم على الكذب أنهم شاهدوه.