الدكان وعلامه يلبسه مداسه، فسأل رجلا عن الشيخ أبي المعالي، وأبو المعالي يكتب، فأشار اليه فجعل مجاهد الدين ينظر اليه ويتأمله وقال وهو ينزل عن فرسه:
لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، وكان الشيخ قصيرا، طويل اللحية على آذانه شعر ونزل اليه وتحدث معه فعظم في عينه (٢٦٦ - ظ) ولما عاد من الحج سأله أن يذكر له شيئا من الألغاز، فصنف له كتاب الألغاز لقايماز.
أجاز لي الرواية عنه رفيقنا وصديقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار، وقال: سعد بن علي بن القاسم بن علي الحظيري أبو المعالي الكتبي من أهل الحظيرة، ناحية بدجيل من سواد بغداد مجاورة لعكبرا، قدم بغداد واستوطنها وصحب أبا القاسم علي بن أفلح الشاعر، وجالس الشريف أبا السعادات هبة الله بن علي بن حمزة بن الشجري النحوي وأبا منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي وأبا محمد بن عبد الله بن أحمد بن الخشاب وغيرهم، وتفقه على مذهب أبي حنيفة، ثم انه أحبّ الخلوة والانقطاع، فخرج سائحا وطاف بلاد الشام، ومضى الى مكة فحج وعاد الى بغداد، فجلس في دكان بين الدربين، يبيع فيه كتب العلم للناس واشتهر بالديانة والثقة والأمانة، وصار دكانه مجمعا لأهل العلم، ومناخا لأهل انفضل، وكان أديبا فاضلا بليغا حسن النظم والنثر، وله مصنفات لطيفة منها «كتاب لمح الملح في التجنيس» وكتاب «الإعجاز في معرفة الألغاز» وكتاب «زينة الدهر في محاسن شعراء العصر» وله ديوان شعر وقد روى عنه جماعة شيئا من شعره، وذكر أبو بكر عبد الله بن علي المارستاني أنه حدّث بيسير عن شيخ الشيوخ أبي البركات اسماعيل بن أبي سعد (٢٦٧ - و) النيسابوري، وأنه سمع منه ولم يرو لي عنه أحد شيئا.
وقال ابن النجار: أنبأنا أبو البركات الحسيني عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: سنة ثمان وستين وخمسمائة في يوم الاثنين خامس عشري صفر مات أبو المعالي الكتبي الحظيري، ودفن بقبر أحمد، وكان يقول الشعر ويصنف.