للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

وفي قرية من قرى جبل السماق من أعمال حلب يقال لها كفر نجد (١)، وهي قرية كبيرة كثيرة الأشجار، بئر من غربي القرية ربما ساح ماؤها في بعض السنين على وجه الأرض، من خاصية ماء البئر أنه يخرج العلق إذا نشب في حلق الانسان أو الدابة، إذا شرب ذلك الماء.

وهذا أمر مستفيض لا شك فيه، فإنني جربته أنا بنفسي، فإنني سافرت في بعض السنين مع والدي رحمه الله الى حماه، فشربت ماء بتمنع (٢)، وهي قرية في طريق حماة من عمل كفر طاب، ولها ركيّة معروفة بالعلق، فنشب في حلقي علقة في موضع لا يوصل إليه في أقصى الحلق، وعدت الى حلب، وهي على حالها، وعولجت بأنواع الأدوية التي تسسعمل لاستخراج العلق، فلم تنجع شيئا، وجعلت تكبر في حلقي، ويزداد خروج الدم بسببها، حتى أني كنت ألقي منه في كل يوم شيئا كثيرا، فاشتغل خاطر والدي رحمه الله لذلك، فاتفق أن حضر مقدم قرية كفر نجد عند عمي أبي المعالي، وذكر له خاصية هذه البئر، فجاء عمي وذكر لوالدي ذلك، فقام في الحال وركب، وسار بي الى كفر نجد، فوصلناها آخر


(١) يصل كفر نجد بادلب طريق مزفت طوله ١٧ كم، التقسيمات الادارية، ٢٥٢.
(٢) تعرف الان باسم التمانعة، ويصلها بمعرة النعمان طريق ترابي طوله ٣٦ كم، التقسيمات الادارية،٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>