الزامر وغيره بأرض دمشق وغير ذلك من أرض الشام الى سنة ثلاثمائه وعشرين، ثم غلب على الأمر غيرهم.
قلت: ومن أوقاف مواليهم وقف بني فضال، وبني الصفري والطشتي كل هؤلاء من موالي صالح وبنيه، وعوام حلب ورعاعها يقولون: إن وقف الزامر وقف على ولد الذي زمر بين يدي رأس الحسين عليه السلام، ووقف الطشتي على الذي حمل رأسه في الطشت، ووقف الصفرية على بني الذي صفّر بين يديه، ووقف بني فضال على بني المتفضله، وهي امرأة أبدت ضوئها لرأسه عليه السلام حين قدم حلب به يطوفون به، وهذا لا أصل له ولا صحه، والصحيح ما ذكرناه.
ونزل من ولد عبد الملك بن صالح بأنطاكية الفضل بن صالح بن عبد الملك بن صالح، فلما ولي سيما الطويل أنطاكية قبض عليه وعلى ولده ودفنهما حيين في صندوقين، فبصر رجل بالصندوق الذي كان ولد الفضل فيه فظنه مالا، فحفر عليه واستخرجه وبه رمق، وعاش بعد ذلك عشرين سنة وثلث.
والموجودون الآن بمنبج وحلب من ولد صالح بن علي، بنو عيسى بن صالح، وبنو عبد الملك بن صالح من نسل عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح، وسنذكر من أخبارهم ما فيه كفاية إن شاء الله تعالى. (٢٢٥ - و)
وأما من نزل من بني أمية فهشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، نزل الرصافة وبناها واتخذها منزلا له، وبقي بها ولده بعده الى أن زالت دولة بني أمية وتفرقوا.
ونزل عمر بن عبد العزيز بخناصره واتخذها منزلا الى أن مات.
ونزل مسلمة بن عبد الملك بن مروان بالناعورة من نقرة بني أسد، وبني بها قصرا بالحجر الصلد الأسود، وآثاره باقية الى يومنا هذا، وأدركت منه برجا