وكلب وغير ذلك من قبائل العرب، وإن تنوخ تجمعها فهم بن تيم اللات بن أسد ابن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك.
قال: وكان تنوخ ولد الساطع، كان دارهم سورية من طرف البرية وما والاها، وبأرض معرة النعمان وأرض قنسرين وما والى تلك الأرض جبل متصل الى أرض حمص غلب عليه تنوخ وذلك في عصر ملك الروم، وكان أقطعهم إياه، فلما أن جاء الاسلام في عصر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سارت معه قضاعة الى صفين، وقاتلت بين يديه، فلما أن رجع الى الشام وفدت عليه وفود قضاعة (٢٤٣ - ظ) ممن كان بأرض الشام تطلب الإقطاع والجوائز، فأقطعهم الولايات والمدن وذلك من حد بلد الأردن الى حد جبل حلب، وهو جبل جوشن، وكان مروان بن الحكم أقطع لعكار القضاعي الجبل الذي يلي الساحل الى حد أرض حمص، فهو يسمى جبل ابن عكار.
قال النسابة: فاقتسمت تنوخ وقبائل قضاعة بن مالك بن حمير بأنسابها، وهو قضاعة وكلب وغيرها، الدنيا والجبال والمدن والبر، وأقاموا بها الى اليوم.
قلت: وقال أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب البلدان فيما حكاه عمن حدثه من أهل الشام: وكان حاضر قنسرين لتنوخ منذ أول ما تنخوا بالشام، نزلوه وهم في خيم الشعر، ثم ابتنوا به المنازل، فدعاهم أبو عبيدة الى الاسلام، فأسلم بعضهم، وأقام على النصرانية بنو سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف ابن قضاعة.
فحدثني بعض ولد يزيد بن حنين الطائي الأنطاكي عن أشياخهم أن جماعة من أهل ذلك الحاضر أسلموا في خلافة المهدي، فكتب على أيديهم بالخضرة قنسرين.
قلت: وهذا يوهم أن بني سليح من تنوخ، وليس كذلك، بل تنوخ تجمعها