للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالله تأليف سنان بن ثابت (١) بن قرّة، كتب بها إلى أبي الحسين محمد بن عبد الرحمن الروذباري الكاتب، قال ثابت بن سنان في أول الجزء السادس منها:

لما انتهيت إلى هذا الموضع، أمرني أمير المؤمنين أن أميّز معه وبحضرته ما في الخزائن القديمة للسلطان من الدفاتر والآلات النجومية وغيرها مما يجري مجراها فما كان يصلح للأميرين أبي جعفر وأبي الفضل أيدهما الله عزلته لهما على ما رسمه لي فيما رغب في اختياري إياه لهما مما يشاكل سنهما من كتب الفقه، وكتب اللغة، وكتب السير القديمة والقريبة العهد وأخبار الملوك وأيام الناس، وأخبار الدولة العباسية وأشباه ذلك.

قال: فكان فيما أخرج إلينا صناديق كثيرة فيها كتب أحمد بن الطّيّب التي كان المعتضد قبضها لما نكبه، وكنت بها عارفا، وقد كنت ميزتها للمعتضد في ذلك العصر وعملت لها فهرستا، فمر فيها كتاب بخط‍ أحمد بن الطّيّب بأخبار مسير المعتضد بالله من مدينة السلام الى وقعة الطواحين وأخبار انصرافه عنها (٢)، فتتبعته نفسي تتبعا شديدا لصحته، وأنه أصل لرجل محصل وبخطه، وكان وقوع هذا الكتاب في يده قبل وقوعه في يدي، فبدأني بما كان في نفسي، فرمى به إلي (١٢ - ظ‍) لأتأمله، ثم قال لي: أحسب هذا مما سبيله أن تقتصه في الكتاب الذي عملته لمحمد بن عبد الرحمن الروذباري، فقلت: بل أنسخه فيه حرفا حرفا، فقال:

إفعل، ثم اردده، فنسخه ثابت من خط‍ أحمد بن الطّيّب كما قال، وذكر فيه المنازل الى أن ذكر وقال: ورحلنا عن بالس (٣) ليلة السبت لأربع عشرة ليلة بقيت منه، فنزلنا على ميلين من بالس على صهريج في أول برية خساف، ثم رحلنا عن الموضع سحرا فقطعنا برية خساف الى انقضائها، وبين بالس وبين انقضاء برية


(١) -كذا في الاصل سنان بن ثابت، وهو خطا صوابه ثابت بن سنان، وقد صححه ابن العديم في سياق الخبر في السطر التالي.
(٢) -انظر احداث سنة ٢٨٧ في تاريخ الطبري، ط‍ القاهرة-دار المعارف -١٠/ ٧٩،١٩٦٩ - ٨١.
(٣) -بالس هي بلدة مسكنة الحالية، ويصلها بحلب طريق مزفت طوله ٩٠ كم، انظر التقسيمات الإدارية،٣٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>