الفسقة، أنطه ثلاثمائة درهم ولينصرف راشدا، قال: ففعلت ما أمرني به، وصرفته
قال: وهذا من بديع أخباره، ولولا قوة اسناده لما صدقت به.
أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفتح بن البطي عن أبي نصر الحميدي قال:
أخبرني غرس النعمة أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن أبي اسحاق الصابئ قال: وحدثني رضي الله عنه-يعني والده هلال بن المحسن-قال: حدث الرضي أبو الحسين محمد بن الحسين الموسوي قال: حدثني أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف حكار قال: لما وصل أبو الطيب المتنبي الى حضرة عضد الدولة في أول مجلس شاهده فيه، قال لي عضد الدولة: أخرج واستوقفه واسأله كيف شاهد مجلسنا، وأين الامراء الذين لقيهم في نفسه منا؟ قال: فامتثلت ما أمرني به، ولحقته وجلست معه وحادثته وطاولته وأطلت معه في المعنى الذي ذكرته، فكان جوابه عن جميع ما سمعه مني أن قال: ما خدمت عيناي قلبي كاليوم، فجاء بالجواب موزونا، واستوفى القول في اختصار من اللفظ.
قرأت في مجموع صالح بن ابراهيم بن رشدين بخطه قال لي أبو نصر بن غياث النصراني الكاتب: اعتل أبو الطيب المتنبي بمصر العلة التي وصف الحمى في أبياته من القصيدة الميمية، فكنت أواصل عيادته وقضاء حقه (٤٨ - و) فلما توجه الى الصلاح وأبل أغببت (١) زيارته ثقة بصلاحه، ولشغل قطعني عنه، فكتب إلي: وصلتني وصلك الله معتلا وقطعتني مبلا، فان رأيت أن لا تحبب العلة إليّ، ولا تكدر الصحة علي فعلت ان شاء الله.
ونقلت من هذا المجموع بخطه: ذكر لي أبو العباس بن الحوت الوراق رحمه الله أن أبا الطيب المتنبي أنشده لنفسه هذين البيتين: