كتاب بغية الطلب فى تاريخ حلب - ت زكار

من اسم أبيه الحسين من الأحمدين - أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي الشاعر المعروف بالمتنبي - ج: 2 - ص: 685

فقلت له: قل ان شاء الله، فقال: كلمة مقولة لا تدفع مقضيا ولا تستجلب آتيا، ثم ركب فكان آخر العهد به.

قال: ولما صح عندي خبر قتله، وجهت من دفنه وابنه وغلامه، وذهبت دماؤهم هدرا. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما وكتب محمد بن هاشم الخالدي بالموصل في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وهو يستغفر الله ويستقيله من كل ذنب وخطيئة عن عمد أو خطأ. (١).

أما قولنا بخروا الطير تخشيني ومن عبيد العصا تخاف علي، فان أسد يلقبون خروا الطير، قال امرؤ القيس:

فرت بنو أسد خروا الطير عن أربابها

ويلقبون أيضا عبيد العصا، قال الشاعر، ونظنه امرؤ القيس أيضا:

قولا لدودان عبيد العصا.

آخر ما كان بخط‍ أبي بكر الخالدي.

...... ما غركم بالأسد الباسل (٢)

---

(١) -الآراء متباينة في عصرنا حول كيفية وأسباب مقتل المتنبي، وهناك من رأى وجود مؤامرة دبرتها السلطات البويهية، وأن الامر ارتبط‍ بعقيدة المتنبي ونشاطاته التي قيل انها كانت لصالح الدعوة الاسماعيلية المرتبطة بالخلافة الفاطمية.
(٢) -روي أن حجر بن الحارث الكندي كان على بني أسد، وكانت له عليهم أتاوة في كل سنة، وقد بعث مرة اليهم جابيه الذي كان يجبيهم، فمنعوه ذلك، وضربوا رسله، فسار حجر اليهم بجيش كثيف فاجتاحهم وأخذ سرواتهم وجعل يقتلهم بالعصا فسموا عبيد العصا، وبعد فترة عفا عنهم، ثم انهم وجدوا غفلة منه فقتلوه، فثار بدمه امرؤ القيس الشاعر وكان أصغر أولاده. انظر شعراء النصرانية قبل الاسلام للويس شيخو ط‍ بيروت ١٨،٨:١٩٦٧.