بغداد في أول المحرم سنة ثمان وثمانين ومائتين، وأركب الخادم الفالج، وألبس برنسا طويلا.
قال محمد بن يحيى: حدثني أبو أحمد يحيى بن علي قال: قال لنا المعتضد:
والله ما أدري كيف ظفرت بالخادم، وما هو إلاّ من أمر الله الذي لا يدرى كيف هو.
قال: فقلت: كيف يحب سيدنا أن يصف هذا الفتح، قال بسرعة سيرنا، وسبقنا خبرنا حتى وافيناه قبل أن يعلم بنا.
قال: فقلت:
ألمّ بعين زربة والمطايا … جنوح طيف أخت بني عدي
فقال فيها:
أمير المؤمنين هناك فتح … خطت به من الله العلي (١٢٣ - ظ)
لقد خسي الأعادي في النواحي … بما أنزلت بالخاسي الخصيّ
أتتك بحائن رجلاه منه … ألا يا ربّ حتف في مجي
خففت إليه حين أتاك عنه … بريد الصدق بالخبر الجلي
طويت الأرض طيا فتّ فيه … إليه تغلغل الموت الوحي
قال: وهي قصيدة.
نقلت من خط أبي الحسين علي بن المهذب التنوخي المعري في تعليق له في التاريخ حملة إليّ بعض عقبة قال: سنة ثماني وثمانين-يعني ومائتين-وفيها:
هرب وصيف الخادم من مدينة برذعة من مولاه الافشين، وسار الى الثغور الشامية وتبعه المعتضد وظفر به بناحية الكنيسة السوداء، وهو يريد دخول بلد الروم، فأخذه وانصرف به الى بغداد، فقتله، واعتل المعتضد لاتعابه نفسه في طلبه إياه علة كانت