للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأنه مولود في طالع الكمال، وأنه جملة الجمال، شمس عصره، وزينة مصره، وعلم الفضل المطلوب، وواسطة عقد الادب المحبوب يزيد على العلماء زيادة النور على الظلام، والكرام على اللئام، وينيف عليهم انافة صفحة الشمس على كره الارض ويشأهم (١) كما يشأى السابق يوم الامتحان والعرض.

وذكر قصائد سمعها منه من شعره، وقال في آخرها: يا ولدي أبقاك الله هذا ما علقته عن هذا الشيخ المذكور في زورة كانت أقصر من ابهام الضب، وعتاب الصب، وحسوة الطائر، وهجعة السائر، وسالفة الذباب، ودولة الخضاب، ثم عرضت عليه ما أسأرته النوائب من حالي، وتخطته الحوادث من نفقتي ومالي، فأبى عن القبول وامتنع وتلكأ علي ودفع، فلما عرفت مذهبه وظلف نفسه جئته من الباب الذي اقترن بمراده وأنسه.

قرأت بخط‍ الحافظ‍ أبي طاهر السلفي في رسالة كتبها الكيا أبو الفتح الحسن ابن عبد الله بن صالح الأصبهاني الى أبي المظفر الليثي الآذري، وقد سأله عن حاله في سفرة سافرها الى الشام وغيرها، قال فيها: وهل أدرك أبا العلاء المعري المحجوب حجب الله عنه السوء، وهو أديبهم الراجح، وعالمهم الفاضل، وشاعرهم البارع، وعهدي به راجعا من بغداد، ولم يصح بجانبي ليله النهار، ولم يقع على شبابه لوقائع الدهر غبار، وهو … احتجت الى علمه، وجئت … الى وطني أربح

رأيته معنا مغنّا … فتذكرت قول … لساني وقلبي … صارم كالسيف

(٢) كتبها الى الدهخذا أبي الفرج محمد بن أحمد قال: فيها والشيخ أبو العلاء المعري فاني وجدته كما قال أبو الطيب.


(١) -شوأ: سبق أو أحزن أو أعجب. القاموس.
(٢) -كتبت هذه النصوص في الحاشية، ويبدو أن تلفا أصاب طرف الورقة فقام أحد الناس بإلصاق ورقة فوق التلف فطمس الكتابة ولم أجد في دفع الظلم والتجري وغيره من المصادر ما يساعد على تدارك المطموس.

<<  <  ج: ص:  >  >>