للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علامة العلماء واللج الذي … لا ينتهي ولكل لج ساحل (١)

ولم يكن التقائي به في دفعتين الا قدر قبسة العجلان وخفقه النعسان.

أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان قال: أخبرني أبي أبو اليسر قال: أخبرني جدي أبو المجد محمد بن عبد الله قال: كان ظهر بمعرة النعمان منكر في زمن صالح بن مرداس، فعمد شيوخ البلد الى انكار ذلك المنكر، فأفضى الى أن قتلوا الضامن بها، وأهرقوا الخمر، وخافوا فجمعهم الى حلب واعتقلهم بها، وكان (١٧٤ و) فيهم بعض بني سليمان، فجاء الجماعة الى الشيخ أبي العلاء وقالوا له:

ان الامر قد عظم وليس له غيرك، فسار الى حلب ليشفع فيهم، فدخل الى بين يدي صالح، ولم يعرفه صالح، ثم قال له: السلام عليك أيها الامير.

الامير أبقاه الله كالسيف القاطع، لان وسطه، وخشن جانباه، وكالنهار الماتع قاظ‍، وسطه، وطاب جانباه، «خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين» (٢)، فقال له: أنت أبو العلاء؟ فقال: أنا ذاك، فرفعه الى جانبه، وقضى شغله وأطلق له من كان من المحبسين من أهل المعرة، فعمل فيه-قال لي: قال لي أبي: قال لي جدي: وأنشدنيها لنفسه:

ولما مضى العمر إلا الأقل … وحان لروحي فراق الجسد

بعثت رسولا إلى صالح … وذاك من القوم رأي فسد

فيسمع مني هديل الحمام … وأسمع منه زئير الأسد

فلا يعجبني هذا النفاق … فكم محنة نفقت ما كسد

وقرأت هذه الحكاية في تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري، وذكر أن


(١) -ديوانه:١٨٧.
(٢) - سورة الاعراف-الآية:١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>