ونقلت من كتاب أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي الذي سماه الحافظ، وهو مسموع عليه، قال: حدثنا جدي قال: حدثنا يونس قال: حدثنا شيبان عن قتادة: «واضرب لهم مثلا أصحاب القرية». قال: ذكر لنا أنها أنطاكية، مدينة من مدائن الروم.
قلت: قوله «من مدائن الروم» يعني أنها كانت من مدائن الروم، والروم يعظمونها.
قال: قصة حبيب كانت بأنطاكية الشام، وقبره بها.
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إذنا، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا الحسين بن علي بن الحسين بن بطحاء المحتسب قال: أخبرنا أبو سليمان محمد بن الحسين بن علي الحرّاني قال: حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبه قال: حدثنا أحمد بن مسلم الحلبي قال: حدثنا عبد الله بن السري المدائني عن أبي عمر البزّاز عن خالد بن سعيد عن الشعبي عن تميم الداري قال:
قلت يا رسول الله ما رأيت بالروم مدينة مثل مدينة يقال لها أنطاكية، وما رأيت أكثر (٢٩ - و) مطرا منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم وذلك أنّ فيها التوراة، وعصا موسى ورضراض الالواح، ومائدة سليمان بن داوود في غار من غير انها، ما من سحابة تشرف عليها من وجه من الوجوه إلاّ أفرغت ما فيها من البركة في ذلك الوادي، ولا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي، اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
وقد روي هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه زيادة على ما رواه الشعبي عن تميم الداري، نقلته من خط القاضي أبي عمرو