والفقيه شهاب الدين أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي، وأبو الربيع سليمان بن بنيمان الإربلي.
وأخبرني أبو المحامد القوصي أن مولد الأمير صلاح الدين بإربل في شهور سنة أربع وستين وخمسمائة على ما ذكر.
أنشدنا القاضي محي الدين بن جعفر بن محمد بن محمود الإربلي قال:
أنشدني صلاح الدين أحمد بن عبد السيد بن شعبان الإربلي لنفسه بالجسور (١) ظاهر مدينة دمشق:
تعدّى الى الخيل الغرام كأنما … بطيب زمان الوصل يخبرها عنا (٢٢٣ و)
نجاذبها رفقا بها وتمدّنا … إليكم من الشوق الذي اكتسب منا
أنشدني شهاب الدين أبو المحامد القوصي قال: أنشدني الأمير الأجل الفاضل صلاح الدين أبو العباس أحمد بن عبد السيد بن شعبان الهذباني رحمه الله بدمشق سنة ست وعشرين وستمائة لنفسه في الفراق:
والله لولا أماني القلب تخبرني … بأنّ من بان يدنو مسرعا عجلا
قتلت نفسي يوم البين من أسف … وكان حقا بأن أستعجل الأجلا
وأنشدنا قال: وأنشدني أيضا لنفسه وكتب بها الى صديق له:
لم ترحلوا عني لأن محلكم … قلب بكم ما إن يزال متيما
والبين إن نقض الخيام من الثرى … فالوجد أودعها الفؤاد وخيّما
قال: وأنشدني لنفسه في المعنى، وكتب بها الى صديق له:
على بقعة عنها ترحّلت وحشة … كأنس مكان أنت فيه مخيّم
وحسبي عذابا أنني عنك نازح … وغيري قريب بالوصال منعم
(١) -نقلها كرد علي في غوطة دمشق باسم الجسورة. انظر ص ١٦٧ من ط. دمشق ١٩٨٤.