للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني أبو الربيع سليمان بن بنيمان الإربلي قال: أنشدني صلاح الدين الإربلي أحمد بن عبد السيد لنفسه:

في حالة البعد روحي كنت أرسلها … تقبل الأرض عني فهي نائبتي

وهذه نوبة الأشباح قد حضرت … فامدد يمينك كي تحظى بها شفتى (٢٢٣ ظ‍)

وأنشدني سليمان بن بنيمان قال: أنشدني صلاح الدين لنفسه:

ما الى ترك هواكم لي سبيل … كيف شئتم فاعدلوا عني وميلوا

آه ما قولى لكم آها على … زمن يفنى وأوقات تحول

إنما أبكي على يتم الهوى … بعد موتي من له حي حمول

أنشدنا أبو المحامد القوصي قال: أنشدني صلاح الدين الإربلي لنفسه، وذكر أنه أوصى بأن يكتب البيتان على قبره رحمه الله.

يا رب عبدك جاء رهن ذنوبه … مترجيا من عفوكم للجود

فشماله في شعر شيبة وجهه … ويمينه في عروة التوحيد

قال القوصي: وهذا الأمير صلاح الدين الإربلي رحمه الله كان فاضلا مجيد لشعره ودو بيتاته، مفيدا في محاضراته ومذاكراته، وصحب الملك المغيث مدة طويلة، وكانت صحبته له بإربل ودمشق صحبة جميلة؛ ثم خدم الدولة الملكية الكاملية فحصل له فيها المال الوافر والجاه الحسن، وكفر دهره في آخر وقته بحسنات المنح ما جناه عليه من سيئات المحن، وتوفي في الشرق في العسكر الكاملي في شهور سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ودفن بالرها (١)، ثم نقل الى قرافة مصر.

وقال لي ابن بنيمان: إنه توفي بالرها في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وكان قد مرض بالسويداء فنقل في محفة، فمات بالرها ودفن بها. (٢٢٤ - و).


(١) -هي أورفا حاليا في تركيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>