للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان شابًا فاضلًا مقرئًا محققًا، ذا ذكاءٍ مفرطٍ ومعرفة تامَّةٍ بالعربية، وشعره في غاية الجودة (١)، ومع ذلك كان صالحًا زاهدًا متواضعًا، نظم في الفقه والتاريخ وله كتاب "الشمعة في السبعة". قرأ على أبي الحسين الأربلي.

٣٨٦٨ - الإمام الأديب أبو المظفّر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحق ابن الحسن بن المنصور بن مُعَاوية بن محمد بن عثمان بن عتبة بن عَنْبَسة بن أبي سُفيان بن صخر بن حرب الأموي الأبيوردي الشافعي (٢)، المتوفى سنة سبع وخمسمائة عن ....

قال السمعاني: كان أوحد عصره في معرفة اللغة والأنساب، أورد في شعره بما يعجز عنه الأوائل من معان لم يسبق إليها (٣). أخذ عن عبد القاهر الجرجاني وإسمعيل الإسمعيلي وخلق، وروى عنه جماعة وصنَّف كتبًا، منها "المختلف والمؤتلف" و"طبقات العلم" و"تاريخ أبيورد" و" [تاريخ] نسا" وغير ذلك، وترجمه السِّلَفي في جزء مفرد وذكر أنه فوّض إليه أشراف الممالك كلها وأُخضر عند السلطان محمد بن ملكشاه لتشخيصه فارتعد ووقع ميتًا وكان قوي النّفس جدًا. ذكره السيوطي في "النحاة".

٣٨٦٩ - الإمام الفقيه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر ابن الحداد الكناني المصري الشافعي (٤)، المتوفى بها سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، عن تسع وسبعين سنة.

ولد يوم موت المُزَني وأخذ الفقه عن أبي سعيد محمد بن عقيل وغيره وجالس أبا إسحق المروزي لما ورد مصر، ودخل بغداد سنة ٣١٠ وأخذ عن ابن جرير وأخذ العربية عن ابن ولّاد وروى الحديث عن النّسائي وغيره، وكان إمامًا في الحديث والنحو والففه والشعر وأيام الناس، كثير التعبّد. ناب بمصر وصنَّف "الباهر" (٥) مائة جزء و"جامع الفروع". ذكره السبكي.


(١) فمن نظمه مما أورده ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب":
دَعْ عَنْكَ ذِكْرَ فُلَانَةٍ وفُلَانٍ ... واجْنُب لما يُلهي عنٍ الرَّحمنِ
واعلم بأنّ الموتَ يأتي بَغْتَةً ... وجَميعُ ما فَوقَ البَسِيْطَةِ فَانِ
فإلى مَتى تلهو وَقَلْبُكَ غَافِلٌ ... عَنْ ذِكْر يومِ الحَشْرِ والمِيْزَانِ
(٢) ترجمته في "معجم الأدباء" (١٧/ ٢٣٤) و"وفيات الأعيان" (٤/ ٤٤٤) و"تذكرة الحفاظ" (٤/ ١٢٤١) و"سير أعلام النبلاء" (٩/ ١٢٨٣) و"الوافي بالوفيات" (٢/ ٩١) و"البداية والنهاية" (١٢/ ١٧٦) و"بغية الوعاة" (١/ ٤٠) و"الأعلام" (٥/ ٣١٦) و"معجم المؤلفين" (٣/ ٩٥).
(٣) زاد السيوطي في "بغية الوعاة" قوله: "وأليق ما وصف به قول أبي العلاء المعرّي:
إِنِّي وَإِنْ كُنْتُ الأَخيرَ زَمَانُهُ ... لأَتٍ بما لَمْ تَسْتَطِعْهُ الأَوَائِلُ
(٤) ترجمته في "هدية العارفين" (٢/ ٤٢) و"طبقات الشافعية الكبرى" (٣١٤٩) و"تذكرة الحفاظ" (٣/ ١٠٨) و"وفيات الأعيان" (٣/ ٣٣٦) و"النجوم الزاهرة" (٣/ ٣١٣) و"العبر" (٢/ ٢٦٤) و"مفتاح السعادة" (٢/ ٢٨٥ - ٢٨٦) و"الأعلام" (٥/ ٣١٠).
(٥) وهو في فقه الإمام الشافعي كما في "الأعلام" للزركلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>