للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجيء إليّ؟ فقال: أردت أن تكون من خير الملوك حيث تزور العلماء ولا أكون من شرّ العلماء حيث أزور الملوك. وكان بينه وبين أبي محمد الجُويني وابنه أبي المعالي بعده مخالفة في الأصول والفروع ولكل منهما طائفة. ذكره تقي الدين.

[٣٠١٧ - علي بن حسن بن قاسم زين الدين]

٣٠١٨ - الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر الدمشقي الشافعي (١)، المتوفى بدمشق في رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، عن ثلاث وسبعين سنة.

كان إمام أهل الحديث في زمانه وعمدة الحفاظ، له "تاريخ الشام" في ثمانين مجلدة (٢)، و"الأطراف"و"تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري" وعدة تصانيف وتخاريج ومجالس إملاء. سمع خلائق وعدة شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ ومن النساء بضع وثمانون امرأة. وارتحل إلى الحجاز والعراقين وخراسان وأذربيجان والجبال، وسمع منه جماعة من الحفّاظ، كأبي العلاء الهمداني وأبي سعد السمعاني وكان قد تفقه في حداثته بدمشق على أبي الحسن السُّلَمي، ولما دخل بغداد لزم بها التفقه وسماع الدروس بالنظامية وقرأ الخلاف والنحو، مواظباً على القراءة والصلاة والأذكار. فقال أهل العراق وخراسان: ما رأينا مثله. لازم الصف الأول في الجماعة نحو أربعين سنة وأعرض عن المناصب الدينية


(١) ترجمته في "طبقات الشافعية الكبرى" (٧/ ٢١٥) و"وفيات الأعيان" (٣/ ٣٠٩) و"معجم الأدباء" (٥/ ٤٧) و"سير أعلام النبلاء" (٢٠/ ٥٥٤) و"المنتظم" (١٨/ ٢٢٤) و"شذرات الذهب" (٦/ ٣٩٥) و"مفتاح السعادة" (٢/ ٣١٧ - ٣١٨) و"الأعلام" (٤/ ٢٧٣).
(٢) واسمه المعروف في أوساط أهل العلم "تاريخ مدينة دمشق" وقد شرع مجمع اللغة العربية بدمشق بتحقيقه قبل ما يزيد على الخمسين عاماً وقد صدر منه إلى الآن ما يزيد على العشرين مجلداً اشترك في تحقيقها صلاح الدين المنجد ومحمد أحمد دهمان وشكري فيصل وعبد الغني الدقر وسكينة الشهابي وروحية النحاس ورياض عبد الحميد مراد ومحمود الأرناؤود وغيرهم.
واختصره ابن منظور وقامت بنشر "مختصره" دار الفكر بدمشق واشترك في تحقيقه وأعد فهارسه روحية النحاس ورياض عبد الحميد مراد ومحمد مطيع الحافظ وسُكينة الشهابي) وإبراهيم صالح ومحمود الأرناؤوط وإبراهيم الزيبق ومأمون الصّاغرجي وغيرهم.
وقام محمود الأرناؤوط بالاشتراك مع عدد من الباحثين بتصنيف "تكملة" لـ"مختصر" ابن منظور احتوت على التراجم التي لم ترد في "مختصره" مما ورد في "تاريخ مدينة دمشق" لابن عساكر وصدرت في ستة أجزاء عن دار الفكر بدمشق وألحق بها جزء لـ"الفهارس العامة".
وقام عبد القادر بدران بتصنيف "تهذيب تاريخ دمشق" في عشرة أجزاء ضمّنها ما اختصره من "تاريخ مدينة دمشق" لابن عساكر وما أضافه إلى المختصر من الفوائد العلمية والحديثية الكثيرة في مواطن مختلفة وقد نشرت المكتبة العربية بدمشق سبعة أجزاء منه وتوقفت عن نشر الباقي منذ ما يقرب من نصف قرن.

<<  <  ج: ص:  >  >>