للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٧١ - شهاب الدين أحمد بن عمر الهندي الحنفي (١)، المتوفى بحلب في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وتسعمائة.

كان أولًا من الأجناد، فاشتغل وحصَّل. ثم صار عند داود وزير إسكندر شاه ملك الهند قريب سبع سنين، وكان يمنعه من التردد إلى أحد لشدة حرصه عليه، ودفع مفتاح خزانة كتبه إليه، ثم خرج حاجًا واجتمع بأبي الفضل الكازروني عالم كجرات بها، فقربه، ثم حجَّ وجاور، ثم أقام بالجامع الأَزْهَر مدة يقرأ عليه أهله، ثم سافر إلى دمشق وحلب فنزل بمنزل ابن الحنبلي وأقرأ الطلبة بالجامع وقرأ عليه هو من"المطوّل" فأكب الناس عليه في أنواع العلوم فتوطن بها وتزوج، إلى أن مات.

وكان طويل القامة، مهابًا، معرضًا عن الدنيا، ذكيًا، سريع التقرير، بديع التحرير. وله "الحاشية الهندية على الكافية". ذكره ابن الحنبلي.

٧٧٢ - العالم الزاهد الشيخ أحمد الرُّومي القبرسي الأصل الأقحصاري الدار الحنفي (٢)، المتوفى بها في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وألف.

كان عالمًا تقيًا. قرأ على علماء عصره بدمشق وقسطنطينية وتوطن ببلده أقحصار (٣) وصنَّف ودرَّس إلى أن مات ولم يقبل وظيفة ولا جهة.

ومن مؤلفاته "كتاب المجالس" وهو شرح مائة حديث من أحاديث "المصابيح" وهو آخر تآليفه و"تعليقه على تفسير أبي السعود" من [سورة] الروم إلى الدخان مجلد و"مختصر في أحاديث تفسير البيضاوي" و"رسالة في الفرق" لخصها من الملل والنحل و"رسالة في التقليل" و"شرح الدر اليتيم في التجويد" لمولانا بركلي و"رسالة في التصوف" و"رسالة في البدعة" و"رسالة في الطاعون" إلى غير ذلك. أخبرني بذلك ولده النجيب الألمعي مولانا محمود وهو شاب فاضل وكان بيني وبينه ألفة ومجالسة علمية قرأ علي "الرسالة المحمدية" في الحساب وحملني على تسويد "شرح المحمدية" (٤) المسمى بـ"أحسن الهدية" ولما وصل الدرس إلى بحث الجبر والمقابلة انتقل إلى رحمة الله وذلك في خلال سنة ثمان وخمسين وألف.


(١) ترجمته في "در الحبب" (١/ ١٥٣ / ١).
(٢) ترجمته في "هدية العارفين" (١/ ١٥٧) و"معجم المؤلفين" (٢/ ٨٣).
(٣) بلدة في أيالة الأناضول.
(٤) قوله: "في الحساب وحملني على تسويد شرح المحمدية" سقط من نسخة (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>